تشهد محطات توزيع الوقود بولاية إليزي، هذه الأيام، ضغطا كبيرا بسبب توافد أعداد هائلة من المهربين الليبيين والجزائريين عليها دفعة واحدة وفي نفس اليوم، حيث كشفت مصادر مطلعة ل''الخبر'' عن تهريب أزيد من 40 ألف لتر من البنزين منذ بداية الشهر الجاري إلى يومنا هذا نحو المدن الليبية، ما شكل ندرة في مادة البنزين بمختلف أنواعه، وأثر على حركة النقل بالولاية. ولجأ مهربو الوقود على مستوى الحدود الجنوبية للوطن، وأغلبهم ينشطون بجانت والدبداب وإليزي، إلى طرق جديدة تسمح لهم بضخ أكبر كمية ممكنة من الوقود وتهريبها نحو ليبيا، حيث أفادت مصادرنا بأن سيارات الدفع الرباعي مهيأة بخزنات وقود ذات سعة كبيرة، وكذا براميل بسعة 200 لتر مخصصة لذات الغرض، تتردد يوميا على محطات البنزين العادية بالمناطق الحدودية مثل الدبداب وجانت، أين يظفر المهربون بحاجاتهم من الوقود بحرية كاملة نظرا لبعد هذه المدن عن المناطق المحظورة التي شددت عليها السلطات الرقابة، إذ تشهد ولاية إليزي ومحيطها أزمة تزود بالوقود منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ليبيا، نظرا لتكاثف نشاط المهربين ومحاولتهم استنزاف أكبر كمية ممكنة. هذه الممارسات دفعت بالسلطات إلى تحديد سقف كمية الوقود التي يمكن أن يحوز عليها سائق أي مركبة بالولايات الحدودية، لكن هذه الإجراءات لم تطبق بعد بولاية إليزي للتحكم في عملية التوزيع خصوصا على مستوى المناطق الحدودية القريبة من ليبيا. يذكر أن الحدود الليبية الجزائرية في منطقتي الدبداب وتين ألكوم من الجانب الليبي بكل من غدامس وغات لا يزال تحت السيطرة التامة لنظام القذافي، رغم سقوط العاصمة طرابلس في يد المعارضة، حيث يتم العبور والدخول بطريقة عادية لاعتبارات إنسانية.