خالف الممثل السوري الصاعد محمد خماش القاعدة حين رفض العمل في بلده سوريا قادما إلى الجزائر وفي فكره بناء قامة فنية هنا، من خلال الاحتكاك بالأعمال الجزائرية والمشاركة فيها، في الوقت الذي يترك بعض الفنانين الجزائريين كل شيء هنا بمجرد تلقّيهم دعوة للظهور في أحد الأعمال الدرامية، ويحوز "خماش" على ليسانس في الفن المسرحي بدمشق، غير أن عشقه للفن الجزائري وبالأخص الطابع الفكاهي جعله يقرر السفر إلى الجزائر، لتفجير طاقاته الإبداعية وكان له ما أراد من خلال مشاركته المميّزة في سيتكوم "فقر مونطال" لمخرجته فاطمة بلحاج الذي من المقرر أن تبثه قناة الشروق تي في شهر رمضان المقبل. وقد اتصلنا بالموهبة السورية محمد خماش الذي كان منهمكا في تجسيد بعض الأدوار في السلسلة الهزلية، إلا أنه منحنا وقته ليخصنا بحوار شيق ركز فيه على مدى إعجابه بالفن الجزائري عموما وبعض الطاقات الإبداعية خصوصا في صورة الفنان القدير صالح أوڤروث، الذي صنع رفقته ثنائيا مرحا سينال إعجاب المشاهدين، ممتنا لهذا الأخير، كونه سهل له الأمور وبسط له الأدوار حتى صار فردا من أفراد السلسلة الهزلية، مكسرا كل قيود اللهجة، وكما قال أن الجزائروسوريا بلد واحد فلا مكان للقيود والحواجز بينهما.
وتحدث الفنان الصاعد عن كيفية وصوله إلى بلاطو التصوير، إذ كان للقدر نصيب كبير في ذلك زيادة على ثراء سيرته الذاتية التي سهّلت له النجاح في الكاستينغ الذي أجري من طرف أسرة الفيلم، حيث سبق أن شارك في أدوار مختلفة بالدراما السورية، أهمها مسلسل "بقعة ضوء" إلى جانب طلاّته في سلسلات هزلية عديدة، غير أن مجيئه إلى لجزائر جعله يصرّ على البروز فنيا و لانطلاق منها نحو النجومية، معتبرا أن الفنان القدير عثمان عريوات والفنان صالح أوڤروث من بين أكثر الممثلين تأثيرا فيه، وبخصوص السينما الجزائرية، يرى خماش أنها قادرة على التطور بشكل سريع، نظرا للإمكانات المادية والبشرية المتوفرة عكس الدراما السورية التي غرقت في دماء ضحايا الحرب الأهلية، التي أتت على الأخضر واليابس، وسوف تأخذ وقتا طويلا حتى تسترجع عافيتها، وهو ما لن يصبّ في مصلحة الفن السوري يقول محمد.