ينتظر ان يحل بالجزائر غدا الأحد وفد يمثل أهم مكاتب المحاماة الأمريكية المكلفة بالدفاع عن الجزائريين المعتقلين في سجن غوانتنامو، حيث برمج الوفد لقاءات مطولة مع مسؤولين في وزارتي العدل والخارجية وأخرى مع محامين وقانونيين مستقلين اتصل بهم منظمو الزيارة لتحديد موعد مسبق للقائهم. وقالت مصادر قانونية للشروق أن الوفد الذي يضم قانونيين من جنسية أمريكية وجنسيات غربية أخرى يكون قد تحصل الأسبوع الماضي من المصالح القنصلية في السفارة الجزائريةبواشنطن على تأشيرة الدخول إلى الجزائر بعد ان كان قد سلم طلب التأشيرة قبل أسابيع على ذلك، وفسرت مصادرنا هذه الزيارة على انها تهدف الى صياغة موقف موحد لدى مكاتب المحاماة من مسألة ترحيل المساجين بعد أن قررت السلطات الأمريكية إطلاق سراحهم الوشيك بعد عدة سنوات من الاعتقال والتحقيق. وتعتقد مصادرنا أن زيارة الوفد قد تطول لتستمر ما يقرب من أسبوع، كما ينتظر أن يطلب من القضاء الجزائري اطلاعه على الملفات القضائية للجزائريين المعتقلين في غوانتنامو للبحث ما إذا كانوا متابعين بتهم ما تفضي إلى إعادة محاكمتهم مجددا أمام القضاء الجزائري، وهي المخاوف التي عبر عنها هؤلاء المعتقلون لدفاعهم، ويرفض بعضهم العودة الى الجزائر بعد إطلاق سراحه ويريد ترحيله الى مكان آخر، لذلك يبحث عن ضمانات قانونية لذلك. وظهر الى السطح جدل بين السلطات الجزائريةوالأمريكية بخصوص ضمانات طلبها الأمريكيون قبل ترحيل المعتقلين، وهو الطلب الذي استهجنته الحكومة الجزائرية، لأنه يأتي من طرف لم يضمن أدنى حقوق الدفاع والتحقيق لهؤلاء المتهمين وأخضعهم للتعذيب طوال سنوات، واشترطت واشنطن أيضا سحب جوازات سفرهم ووضعهم تحت المراقبة الدائمة في بلدانهم حتى لا يشكلوا أدنى تهديد على المصالح الأمريكية. وكشف وزير العدل الطيب بلعيز قبل فترة أن لجنة حكومية تنقلت الصيف الماضي إلى معتقل غوانتنامو وتحققت من وجود 17 جزائريا معتقلا من بينهم حالة واحدة تمت تسويتها، وأضاف بشأن المتابعات ضدهم إن العدالة الجزائرية ستنظر في قضيتهم إستنادا إلى القانون الجزائري "إذا إرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون ستتم مقاضاتهم وإذا لم تثبث إدانتهم ستتم طبعا تبرئة ساحتهم"، من جهته أعلن فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستُرحل معتقلي غوانتنامو الجزائريين إلى الجزائر بدون شروط مسبقة، وقال قسنطيني إن جميع الجزائريين المعتقلين وافقوا على ترحيلهم نحو الجزائر، باستثناء أحمد بلباشا الذي تبين فيما بعد حسب قسنطيني أنه يعاني من اضطرابات عقلية. وأن السفير الأمريكي أكد له شخصيا أن أمريكا تنازلت على كل شروطها المسبقة وقررت تسليم المعتقلين الجزائريين بدون شروط، ولهذا أضاف قسنطيني إنه لا يعتقد أن المعتقلين سيتعرضون لمحاكمة ثانية في الجزائر، لأنهم لم يرتكبوا ما يمكن اعتباره مخالفا للقانون الجزائري، خاصة وأنه لم تثبت في حقهم تهم معينة، باعتراف الأمريكيين. عبد النور بوخمخم