ظهر رئيس الجمهورية خلال زيارته لولاية تمنراست في كامل لياقته البدنية والصحية وهو يجري ويقفز ويلعب كرة القدم وكرة اليد مع شباب المنطقة بملعب تينيسا الولائي الذي أشرف الرئيس على تدشينه أمس، وذلك تحت هتافات حشود غفيرة من الشباب والأطفال الذين ملأوا مدرجات الملعب، كما قطع رئيس الجمهورية مسافات طويلة مترجلا وهو يطوف شوارع تمنراست وسط جموع حاشدة من المواطنين الذين خرجوا لاستقباله. ولم تظهر على الرئيس أي علامات تشير إلى تدهور صحته، مثلما يشاع أو مثلما تروج لذلك بعض الجهات الإعلامية، ولم تظهر عليه أي علامات للمرض أو التعب أو الإرهاق. وقد انطلق الرئيس في جولته التفقدية مباشرة بعد نزوله من الطائرة الرئاسية التي حطت به في مطار تمنراست، وبهذه المناسبة، أعلنت السلطات المحلية للولاية عن تغيير تسمية مطار تمنراست بمطار "باي أغ أخاموخ" أحد أعيان قبائل التوارق بتمنراست، لينتقل بعدها إلى تفقد باقي المشاريع المبرمجة في الرحلة. وبلغ عدد المحطات التي توقف عندها الرئيس، 20 نقطة تبعد عن بعضها البعض بعشرات الكيلومترات، قطعها الرئيس كلها لتدشين أو وضع حجر الأساس أو استلام مشاريع جاهزة تتعلق كلها بهياكل قاعدية ومرافق عمومية للأطفال والشباب والعجزة ومقرات إدارية للسلطات المحلية ومشاريع سكنية بمختلف الصيغ ومقر لمجلس قضاء تمنراست وملعب كرة القدم ومستشفى عسكري، ومشروع تزويد ولاية تمنراست بالماء الشروب من عين صالح. ويقدّر عدد مناصب الشغل التي حملتها زيارة الرئيس بوتفليقة إلى شباب ولاية تمنراست حسب حصيلة رسمية تحصلت عليها الشروق اليومي من السلطات المحلية للولاية ب6021 منصب عمل من بينها 1645 منصب عمل جديد لصالح شباب بلدية عين صالح و4376 منصب عمل جديد لصالح شباب بلدية تمنراست والضواحي المجاورة لها، وهو رقم قياسي يعتبر سابقة في تاريخ الولاية بالنظر إلى تفشي أزمتي البطالة والسكن إضافة إلى الإقصاء والتهميش اللذين يعاني منهما شباب الولاية، مما زاد من صعوبة العيش في المنطقة وتسبّب في تدهور الظروف الاجتماعية للسكان زيادة عن الافتقاد للمرافق العمومية وعدم وجود أي مشاريع استثمارية أو صناعية من شأنها خلق مناصب الشغل في المنطقة ماعدا المناصب التي توفرها إدارات السلطات المحلية للشباب، وهي الظروف التي تسبّبت في ثورة شباب المنطقة وخروجهم إلى الشارع عدّة مرات في احتجاجات عارمة، معبّرين عن غضبهم وسخطهم على الحكومة والسلطات المحلية للولاية، آخرها كانت شهر ماي الفارط بسبب ما تثيره عروض التشغيل التي تتقدم بها الشركات الأجنبية والوطنية للوكالة المحلية للتشغيل بمنطقة عين صالح بولاية تمنراست من فتنة وغضب وسط البطالين من شباب المنطقة بما يصفه الشباب بالتعسّف في شروط التشغيل وعدم إعطاء الأولوية لأبناء تمنراست في عقود العمل عندما يتعلق الأمر بالتوظيف في حقول الغاز الطبيعي، الأمر الذي يجعلهم يشعرون دوما بالحڤرة والتهميش. كما شهدت المنطقة أحداث شغب أخرى، قام الشباب خلالها بتحطيم أملاك الدولة، وانزلقت الأمور إلى حد وقوع تصادمات عنيفة ومصادمات بين الأهالي وقوات مكافحة الشغب، باستعمال الحجارة. زيارة الرئيس بوتفليقة لولاية تمنراست، تخللها وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 120 مسكن بصيغة التساهمي بتافسيست ومشروع إنجاز 1028 مسكن بصيغة السكن الإجتماعي ببلدية تمنراست، إلى جانب تدشين مشروعي 400 مسكن بصيغة السكن الإجتماعي بتاباركت و100 مسكن بتافسيت، في انتظار أن يقوم الرئيس في اليوم بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 200 مسكن إجتماعي أخرى ببلدية عين صالح التابعة لولاية تمنراست، ليصل مجموع السكنات التي تفقدها أو دشنها أو وضع حجر الأساس لبنائها أو التي أشرف على استلامها ما مجموعه 1848 مسكن جديد بصيغتي الإجتماعي والتساهمي سيستفيد منها سكان الولاية. مبعوثة الشروق اليومي إلى تمنراست: جميلة بلڤاسم