أكد المشاركون في الجلسات الوطنية للصحة ومعظمهم من الأطباء والمسؤولين المحليين لقطاع الصحة، نقص الإمكانيات الضرورية وانعدامها أحيانا في مختلف المرافق الصحية المنتشرة عبر التراب الوطني. ودعا المشاركون في جلسات الصحة التي تتواصل أشغالها بقصر الأمم بنادي الصنوبر، إلى ضرورة التكفل بالمشاكل التي تعاني منها مناطق الجنوب والهضاب العليا، لاسيما ما تعلق منها بنقص الموارد البشرية من أطباء أخصائيين وشبه الطبي. وأبدى مشاركون أسفهم لانعدام الوسائل الضرورية في المصحات والمراكز الاستشفائية، مثلما ذكرت مفتشة الصحة بولاية بسكرة زكية بودوح من عدم وجود أطباء مختصين بالولاية، باستثناء البعثة الطبية الكوبية التي تعمل بمركز حماية الأمومة والطفولة. وبدوره، أبرز ويسات أحمد من ولاية البيض النقص المسجل في الأخصائيين وكذا في تجهيزات السكانير والمصورة الطبية ذات الصدى المغناطيسي، وهو ما يجبر مرضى هذه الولاية --كما قال-- على التنقل مسافة 700 لإجراء هذه الفحوصات.واعتبر نفس المتحدث بأن هذا المشكل "لا يمكن حله إلا بفتح عيادات تابعة للقطاع الخاص وتزويدها بالموارد البشرية اللازمة". من جانبه، ثمن بن سالم محمد من مستشفى عين صالح (تمنراست) جهود السلطات العمومية بتزويد المنطقة بأطباء أخصائيين في إطار الخدمة المدنية, إلا أن المشكل --مثلما أوضح-- "يظل مطروحا" بعد مغادرة هؤلاء المنطقة وعدم ضمان استخلافهم، داعيا إلى وضع خطة تضمن الاستمرارية في العلاج. وفي ذات السياق، يرى مدير مستشفى تمنراست، قادة بيكا، أن الفترة الممنوحة للخدمة المدنية "قصيرة جدا" مما يجعل هذه الولاية النائية تعيش نفس المشكل المتعلق بالاختصاصات الطبية، مشيرا إلى بعد المسافات بين مدن الجنوب، مما يصعب تحويل المرضى، لا سيما في الحالات الاستعجالية. وعبر مدير مستشفى تمنراست بهذا الخصوص عن ارتياحه لعملية التوأمة بين ولايات الشمال والجنوب، متمنيا أن تساهم هذه المبادرة في حل المشاكل التي تعاني منها مناطق الجنوب والهضاب العليا. أما الزهراء شطيبي، عضو في الاتحاد الوطني للقابلات، فقد أثارت بدورها النقص الذي تعاني منه ولاية تمنراست في مجال الأخصائيين، "وهو ما أرهق السلك شبه الطبي".