دعا المشاركون في الجلسات الوطنية للصحة التي تتواصل أشغالها اليوم الثلاثاء بقصر الأممبالجزائر العاصمة الى ضرورة التكفل بالمشاكل التي تعاني منها مناطق الجنوب والهضاب العليا، لا سيما ما تعلق منها بنقص الموارد البشرية من أطباء أخصائيين وشبه الطبي. وفي هذا الصدد، أبدت السيدة زكية بودوح، مفتشة الصحة بولاية بسكرة، أسفها لعدم وجود أطباء مختصين بهذه الولاية باستثناء البعثة الطبية الكوبية التي تعمل بمركز حماية الأمومة والطفولة، داعية الى تزويد المنطقة بالإختصاصات التي تعاني نقصا فيها. وبدوره، أبرز ويسات أحمد من ولاية البيض النقص المسجل في الأخصائيين وكذا في تجهيزات السكانير والمصورة الطبية ذات الصدى المغناطيسي، وهو ما يجبر مرضى هذه الولاية --كما قال-- على التنقل مسافة 700 لإجراء هذه الفحوصات. واعتبر نفس المتحدث بأن هذا المشكل "لا يمكن حله إلا بفتح عيادات تابعة للقطاع الخاص وتزويدها بالموارد البشرية اللازمة". من جانبه، ثمن بن سالم محمد من مستشفى عين صالح (تمنراست) جهود السلطات العمومية بتزويد المنطقة بأطباء اخصائيين في إطار الخدمة المدنية، إلا أن المشكل --مثلما أوضح-- "يظل مطروحا" بعد مغادرة هؤلاء المنطقة وعدم ضمان استخلافهم، داعيا إلى وضع خطة تضمن الإستمرارية في العلاج. وفي ذات السياق، يرى مدير مستشفى تمنراست، قادة بيكا، أن الفترة الممنوحة للخدمة المدنية "قصيرة جدا" مما يجعل هذه الولاية النائية تعيش نفس المشكل المتعلق بالإختصاصات الطبية، مشيرا في نفس الوقت إلى بعد المسافات بين مدن الجنوب، مما يصعب تحويل المرضى، لا سيما في الحالات الاستعجالية. وعبر بهذا الخصوص عن ارتياحه لعملية التوأمة بين ولايات الشمال والجنوب، متمنيا أن تساهم هذه المبادرة في حل المشاكل التي تعاني منها مناطق الجنوب والهضاب العليا. أما الزهراء شطيبي، عضو في الاتحاد الوطني للقابلات، فقد أثارت بدورها النقص الذي تعاني منه ولاية تمنراست في مجال الأخصائيين، وهو ما أرهق --كما قالت-- السلك شبه الطبي، داعية الى تدارك هذا النقص المسجل، خاصة في مجال فحوصات الماموغرافيا والأشعة الطبية، بالإضافة الى أهمية التوعية حول الأمراض التي تصيب المرأة.