أعلنت الحكومة العراقية إن رئيس الوزراء نوري المالكي أقال أربعة من كبار ضباط الأمن، الثلاثاء، بسبب تخليهم عن "واجبهم المهني والوطني" حين اجتاح متشددون قبل أسبوع مدينة الموصل الشمالية الغربية عاصمة محافظة نينوى. وحملت الحكومة العراقية السعودية مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه "الجماعات الإرهابية" وجرائهما التي رأت أنها تصل إلى حد "الإبادة الجماعية"، معتبرة أن موقف الرياض من أحداث العراق يدل على "نوع من المهادنة للإرهاب". وكانت السعودية نددت بسياسة "الإقصاء والتهميش" التي انتهجها المالكي بحق الشعب العراقي. ودعت إلى "تشكيل حكومة وفاق وطني بعيداً من الطائفية". من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما زعماء الكونغرس الأربعة الى البيت الابيض، الاربعاء، ليبحث معهم في الإستراتيجية الواجب ابتاعها حيال الازمة العراقية. ويجري اوباما منذ الاسبوع الفائت تقييما للخيارات العسكرية وغير العسكرية المتاحة له لمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة هجوم مقاتلي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش). في سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المالكي إلى بدء إجراء حوار مع جميع مكونات الشعب العراقي. وأعرب في مؤتمر صحافي عن قلقه إزاء التدهور الأمني السريع في العراق، لافتاً إلى أن "هناك خطر حقيقي من حدوث عنف طائفي على نطاق واسع داخل العراق وخارجه". ميدانياً، سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سورية والواقع في محافظة الأنبار غرب العراق بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيط المعبر، وفق ما ذكرت مصادر في الشرطة والجيش. ولم تعد الحكومة المركزية في بغداد تسيطر الا على معبر واحد مع سورية، هو معبر الوليد والواقع ايضاً في محافظة الانبار قرب الحدود مع الاردن. وقتل عشرات المدنيين وعناصر القوات العراقية والمسلحين خلال الاشتباكات المتواصلة في تلعفر شمال العراق اذ تمكنت المجموعات المسلحة من السيطرة على معظم اجزاء القضاء. وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان: "هناك 50 قتيلاً من المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات والرمي العشوائي والقصف وهناك ايضا عشرات القتلى من المسلحين والقوات الامنية". الى ذلك، لا تزال الاشتباكات مستمرة في تلك المنطقة (الاستراتيجية) القريبة من الحدود مع سورية وتركيا، وسط نزوح آلاف العائلات. وقتل مصور صحافي واصيب مراسل آخر يعملان في قناة "العهد" الفضائية العراقية، واوضحت القناة في بيان نشرته على موقعها ان "المصور خالد علي تعرض خلال تغطيته العلميات العسكرية الى اعتداء ارهابي أدى الى مقتله واصابة مراسل العهد في ديالى معتز جميل". وفي سياق منفصل، أعلنت مصادر في الشرطة العراقية أنها عثرت على "44 جثة لرجال مقتولين بالرصاص داخل مركز شرطة المفرق، وسط مدينة بعقوبة، خلال تعرضها لاقتحام استمر عدة ساعات من قبل مسلحين".