مثل أحمد أبو ختالة، المسؤول المفترض عن الهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في بنغازي (شرق ليبيا) عام 2012، أمام القضاء الأمريكي في واشنطن ودفع ببراءته من الهجوم. وأعلنت وزارة العدل الأمريكية في بيان، الأحد، ان ابو ختالة الذي نقل الى العاصمة الامريكية، صباح السبت، اتهم ب"التآمر لتقديم دعم مادي لإرهابيين". وأسفر الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012، عن مقتل السفير الامريكي كريس ستيفنز وثلاثة موظفين امريكيين آخرين. وسيمثل ابو ختالة للمرة الثانية امام القضاء الأربعاء المقبل. وأفاد بيان وزارة العدل الامريكية ان "التحقيق سيتواصل" وانها "قد تضيف اتهامات اخرى". ونقل البيان عن وزير العدل اريك هولدر قوله: "الآن سيشعر ابو ختالة في الولاياتالمتحدة، بكل ثقل نظامنا القضائي". وأشارت محطة "اي بي سي نيوز" التلفزيونية الامريكية الى ان المتهم الليبي الذي يبلغ من العمر نحو 43 سنة، تابع وقائع الجلسة من خلال مترجم ولم يتكلم الا نادراً وبصوت منخفض. ونقل ابو ختالة، المسؤول المفترض عن الهجوم الدامي على القنصلية الاميركية في بنغازي 2012، السبت، الى الولاياتالمتحدة حيث ستتم محاكمته. وفي بيان، قال وليام ميلر الناطق باسم النيابة الفيديرالية، ان ابو ختالة، سُلّم الى القضاء الامريكي في واشنطن صباح السبت "للرد على اتهامات تتعلق بدوره المفترض في الهجوم الارهابي في 2012 في بنغازي"، وأضاف انه مثل امام محكمة فيديرالية في واشنطن. ويواجه ابو ختالة ثلاثة اتهامات من بينها: "قتل شخص خلال هجوم ضد مؤسسة فيديرالية"، كما افاد وزير العدل اريك هولدر. ويواجه المتهم عقوبة الاعدام في حال ادانته. واعتقل ابو ختالة قبل اسبوعين في عملية للقوات الخاصة الامريكية قرب بنغازي، نظمت بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأمريكي (أف بي آي). وبعد اعتقاله، اقتيد الى سفينة تابعة للبحرية الامريكية نقلته لاحقاً الى الولاياتالمتحدة. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، ان ابو ختالة نقل السبت الى واشنطن بواسطة مروحية من على متن هذه السفينة. وأكدت الصحيفة ان المتهم معتقل "تحت مراقبة مشددة" في العاصمة الامريكية. وفي 2012، تمكنت "التايمز" من توجيه اسئلة الى ابو ختالة، وأقر بأنه كان حاضراً اثناء الهجوم على البعثة الاميركية في بنغازي، من دون ان يعلن مسؤوليته الكاملة عنه. وبررت الولاياتالمتحدة لمجلس الامن، توقيف ابو ختالة بأنه "شخصية اساسية" في الهجوم وانه "لا يزال يعد هجمات مسلحة ضد الامريكيين". ونددت ليبيا باعتقاله ودانت ما وصفته بانه "اساءة مؤسفة لسيادتها". والهجوم في بنغازي الذي نظم ليتزامن مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 في امريكا، لم يكتف بإثارة موجة من الغضب في الولاياتالمتحدة بل اثار موجة من الجدل الحاد في واشنطن. ومنذ الهجوم، يتهم الجمهوريون ادارة الرئيس باراك اوباما عموماً ووزيرة الخارجية آنداك هيلاري كلينتون خصوصاً، بإخفاء معلومات في اوج حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية. وأوضحت الحكومة الاميركية في مرحلة اولى ان الاعتداء يعود لنشر شريط فيديو مناهض للاسلام على "يوتيوب"، وهي رواية سرعان ما تبين عدم صحتها. ومنذ ذلك الوقت، زودت الادارة الاميركية الكونغرس بآلاف الصفحات من الوثائق الداخلية، لكن الجمهوريين لا يزالون مقتنعين بأن البيت الابيض لم يقل كل شيء. وفي مذكراتها التي نشرت الشهر الجاري، نددت هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظاً في السباق الى البيت الابيض في 2016، ب"الذين يستخدمون هذه المأساة من دون هوادة، لأغراض سياسية".