قال رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما إن للجزائر دور "ريادي" في المنطقة، وأعرب عن "استعداده لمواصلة التعاون بين البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك"، حسبما جاء في برقية بعث بها إلى الرئيس بوتفليقة بمناسبة الذكرى ال52 لعيد الاستقلال الوطني. وجاء في برقية الرئيس أوباما "يطيب لي أن أتقدم لكم بأحر التهاني باسم الشعب الأمريكي في الوقت الذي تحتفل فيه الجزائر بعيدها الوطني المصادف ل5 جويلية"، مشيرا إلى أن "الاحتفال بعيدينا الوطنيين في تاريخين قريبين لأمر جيد". واستطرد الرئيس الأمريكي "العلاقة بين الجزائروالولاياتالمتحدة لها تاريخ عريق وأنا مرتاح لمستوى التعاون والشراكة الذي نتقاسمه مع شعب الجزائر"، مضيفا "نلتزم بتطوير هذه الشراكة من خلال إقامة روابط اجتماعية واقتصادية أوثق وكذا مواصلة تعاوننا لمكافحة آفة الإرهاب". وأضاف باراك أوباما "أهنئ الجزائر على الدور الريادي الذي تلعبه في المنطقة وأنا مستعد لمواصلة تعاوننا حول المسائل ذات الاهتمام المشترك في السنوات المقبلة". وتأتي تهنئة الرئيس أوباما بعد أيام قليلة من تحذيرات أطلقتها السفارة الأمريكية في الجزائر بخصوص احتمال حدوث اعتداءات إرهابية بفنادق أمريكية أو تديرها شركات أمريكية في الجزائر يومي 5 أو 6 جويلية بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال. ورغم أن الجزائر لم ترد على هذه التحذيرات كالعادة إلا أن هذه الأخيرة أثارت حفيظة خبراء أمن جزائريين ومتابعين للشأن الأمني، وذكروا أنها تحذيرات "غير مبررة" واعتبروها "تحذيرات مبالغا فيها وتستهدف سمعة الجزائر". ووصف العقيد السابق في الجيش أحمد عظيمي، في تصريح صحفي سابق تحذيرات السفارة الأمريكية ب"السلوك غير الأخلاقي، لأن كل التحذيرات خاطئة، وتستهدف سمعة الجزائر"، مضيفا أن السفارة "ما كان عليها أن تتعامل بهذه الطريقة مع السلطة ومع الشعب الجزائري، لأن فيها احتقارا لهذا الشعب ولهذه السلطة، خاصة وأن الجزائر تربطها اتفاقات تعاون أمني كثيرة مع الشريك الأمريكي وفي العلاقات الدولية القائمة على الاحترام. كان يجب على السفارة أن تقدم هذه المعلومات إن كانت فعلا صحيحة سرا للأجهزة الأمنية الجزائرية حتى تقوم بالواجب". وتبين تهنئة أوباما عن إزدواجية في الخطاب الأمريكي إزاء الملف الأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا والجزائر على وجه الخصوص وهو ما أكده الدكتور أحمد عظيمي عندما قال إن السلطات الأمريكية "تتعامل بمكيالين مع الجزائر، فهي تتحدث خلال زيارة مسؤوليها للجزائر عن أن هذا البلد حليف هام لها في مكافحة الإرهاب، وتشيد بتجربتها في هذا المجال، وبالمقابل هي تعمل على تشويه صورتها وسمعتها من خلال الإيحاء بأنها بلد غير مستقر ويعاني من الإرهاب، والهدف من ذلك هو تخويف المستثمرين من القدوم للجزائر".