عاشت المدينةالجديدة ماسينيسا، التابعة لبلدية الخروب بولاية قسنطينة، على وقع جريمة نكراء بشعة طالت "البراءة" مرة أخرى، حيث تحول يوم عائلة "جنحي" البسيطة إلى مأتم بعد أن فقدت البريء "ياسر علاء الدين"، الذي لم يتعد سنه الثلاث سنوات ونصف، إذ اختطف هذا الأخير من أمام بيته الكائن بالمنطقة "أ" مساء أول أمس الجمعة في حدود الخامسة في ظروف غامضة. وحسب والدته التي زارتها الشروق اليومي، التي لاتزال مصدومة وتبكي فراق إبنها الوحيد بمرارة، فإن الضحية خرج رفقة جده "بوشريط" للتبضّع، بعد أن أدى معه صلاة الجمعة والعصر بالمسجد، وكلفه جده بوضع المشتريات بالبيت وذهب هو ليركن سيارته على مقربة من العمارة، ولحق "ياسر" بجده كما قال لجدته "عقيلة"، لكن القدر شاء له غير ذلك، إذ اختطف دون أن ينتبه له حتى جده أو جيرانه. وكان الفاعل استغل الأجواء الماطرة وبحكم أن المنطقة باردة، فالسكان كانوا ببيوتهم (فاليوم يوم عطلة) وتواصل البحث عن ياسر في كل المنطقة، لكن دون جدوى، ولتكتشف العائلة في حدود الساعة الخامسة من صباح أمس السبت، جثة الضحية موضوعة على مقربة من الشقة التي تقع بالطابق الأرضي وقد تعمّد المجرم أن يخطر العائلة بطريقة خاصة، إذ قرع باب المنزل واختفى عن الأنظار، تاركا ضحيته. وعندما خرجت العائلة ظنا منها أن الغائب عاد، وجدته شبه جالس وانتاب الجميع حالة من الفرح، لكن عند الاقتراب منه، اكتشف أنه ذبح على مستوى رقبته، لكن لا آثار لأية قطرة دم، وقد تعمّد الجاني وضع علامة بلحيته بواسطة خنجره ولف رقبته ب"شال صوفي". الوالدة وكل العائلة، أكدوا أن علاقتهم بالسكان طيبة وليس لهم عداوة مع أي كان ولا يوجهون التهمة لأحد. ياسر، وصفته والدته وأقاربه بالذكاء الخارق والفطنة وكذا حبّه الكبير لعائلته، وكان يحلم بأن يصبح طبيبا أو موثقا، يحب الموسيقى وكثيرا ما رقص على إيقاعات شرقية وقسنطينية.. هو من الأطفال اللطفاء، لكنه كان يفضل أن يرافق جده دائما بحكم أنه يعيش معظم الأوقات ببيته، ولا يفضّل سواه، فأصدقاؤه يعدون على الأصابع، وهو من روّاد المسجد، فلا تفوته مواعيد الصلاة أبدا. والد ياسر، السيد عمار، يعمل بشركة للأدوية (كمصرف أدوية) ولم يتسن لنا الحديث معه، لأنه رافق جثة الضحية إلى مصلحة الطب الشرعي على مستوى مستشفى ابن باديس الجامعي. وحسب جدة الضحية السيدة عقيلة، فإن حفيدها كان يؤنسها وهي الآن تفتقده ولم تصدق لحد الساعة ما حدث له. ما لاحظناه، أن عائلة الضحية، ألهمها الله الصبر، وقد تزامن تواجدنا بمنزل الضحية حضور فرقة الشرطة العلمية مصحوبة بالكلاب المدربة، ولايزال البحث متواصلا على مستوى كامل المنطقة للوصول إلى الفاعلين. للعلم، فإن سكان الحي رافقوا جميعهم متمدرسيهم إلى مدارسهم صباح أمس، نظرا لحالة الرعب والذعر التي عاشوها، خاصة أن حديثا عن خطف تلميذة تدعى نوسة، تدرس في الأولى إبتدائي يوم الثلاثاء الماضي من طرف مجهول كانت قد هزّت المنطقة، بالرغم من تمكن البريئة (نوسة) من الفرار من قبضة المجرمين. إيمان زيتوني