يجمع المختصون على أن التعرف على هوية ضحايا حادث تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية التي كانت تقوم برحلة بين واغادوغو (بوركينافاسو)-الجزائر وسقطت في منطقة غاو المالية الخميس الماضي عملية صعبة ومعقدة. وحسب المختصين فانه من الصعب التعرف على هوية الضحايا نظرا لقوة ارتطام الطائرة بالأرض وتحول جثث المسافرين إلى قطع وأشلاء صغيرة يصعب تحديد هويتها. وقصد التعرف على هوية وجنسيات الضحايا فقد تنقلت فرقة من الخبراء والشرطة العلمية الجزائرية إلى مكان الحادث للعمل مع فرق مختصة في هذا المجال من فرنساومالي. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد صرح الاثنين الماضي خلال استقباله لعائلات ضحايا الحادث من الجزائريين أن "و فدا من الخبراء والشرطة العلمية الجزائرية المختصة تنقل إلى عين المكان ليعمل بالتنسيق مع ماليوفرنسا بعين المكان للتعرف على هويات وجنسيات كل الضحايا" مشيرا إلى أن "تسليم جثث الضحايا لعائلاتهم سيتم بعد الوصول إلى نتيجة من طرف الخبراء والشرطة العلمية". ومن جهته، أكد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، اليوم الأربعاء بالجزائر أنهلا يمكن اتخاذ أي قرار سياسي في أي عاصمة من العواصم بخصوص بعض جزيئات التحقيقو استرجاع جثامين ضحايا تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من الشركة الاسبانية سويفت أر "دون الاحتكام لرأي الخبراء المعنيين بالتحقيق في الميدان". وأوضح لعمامرة خلال حوار صحفي مع قناة "النهار" أن القرار سيحسم طبقا ل "اعتبارات تقنية ومهنية محضة" وأن كافة الدول ستحتكم لرأي الخبراء خاصة إذا كان بالإجماع حول ما يتطلبه التعامل بكرامة مع هذه الجثامين مضيفا أن هؤلاء الخبراء سيرفعون توصية للدولة الجزائرية وسيتم شرحها لأسر الضحايا و الشعب الجزائري. وأبرز ان تقارير الخبراء التي تصله من عين المكان تؤكد "وجود تعاون بين الفرق العلمية الناشطة في الميدان وفي مقدمتها الفرقة الجزائرية التابعة للشرطة العلمية". وفي سياق متصل تحادث وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة هاتفيا مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس اليوم حول مسالة تحديد هوية ضحايا الطائرة التابعة للشركة الاسبانية المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية. وتأتي هذه المكالمة الهاتفية عقب تلك التي أجراها رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع نظيره المالي (عبدو اللاي ديوب) تمحورت حول مساعي التعاون الضرورية بين البلدان المعنية بحادث الطائرة "من اجل استكمال تحديد هوية الضحايا في أحسن الظروف الممكنة". وكان وزير النقل عمار غول قد صرح الأحد الماضي بباماكو "أن الجزائر ستجند كافة الوسائل من خلال التكفل في إطار التحقيق بعمليات البحث وتحديد هوية و تحليل جثت ضحايا تحطم الطائرة". وقد تم العثور على حطام الطائرة الجمعة الماضي مع العلم أنه لم ينجو من الحادث أي أحد من بين المسافرين ال116 الحاملين لجنسيات مختلفة منهم 6 جزائريين.