أمرت السفارة الأمريكيةبالجزائر موظفيها وجميع الرعايا الأمريكيين بتفادي التنقل والتحرك في الجزائر، بسبب احتمال تعرضهم إلى هجمات إرهابية. وقالت السفارة الأمريكية في تعليمة أصدرتها إنها "تأمر موظفيها بتقليص تحركاتهم وتحث الرعايا الأمريكيين المتواجدين بالجزائر على فعل نفس الشيء، تحسبا لتعرضهم إلى "هجمات إرهابية محتملة". وقالت السفارة الأمريكيةبالجزائر إن هذا التحذير جاء استكمالا للتعليمات السابقة التي حذرت من احتمال وقوع هجمات إرهابية في الجزائر العاصمة، وهي بناء على ذلك حثت موظفيها على تجنب التحرك في العاصمة الجزائرية دون إشعار مسبق للسفارة، و"إذا اقتضى الأمر عليها أن تُلغي تحركاتها من الأساس"، حسب ما جاء في رسالة السفارة الأمريكيةبالجزائر. وفي السياق ذاته، حثت السفارة الرعايا الأمريكيين المتواجدين بالجزائر على تجنب الأماكن التي يكثر فيها تواجد الأشخاص، بما في ذلك "المطاعم والملاهي الليلية والكنائس والمدارس التي يقصدها الرعايا الأجانب". وذكّرت التعليمة بتفجيرات 11 ديسمبر في حيدرة وبن عكنون بالعاصمة التي تبناها تنظيم "قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي"، وخلفت 41 قتيلا 17 منهم من موظفي الأمم المتحدة. وفي اتصال هاتفي مع الملحق الإعلامي بالسفارة الأمريكية كريم جمجوم، قال هذا الأخير إن التحذير جاء في سياق السياسة الأمريكية التي تحرص على سلامة وأمن رعاياها في جميع الدول، ومن بينها الجزائر، مؤكدا في سياق متصل أن ما ورد في التعليمة ليس جديدا، خاصة بعد سلسلة الهجمات الأخيرة التي طالت الجزائر العاصمة في السنة الماضية، وأوضح أن السفارة تقوم بتحديث بياناتها الأمنية باستمرار. ويُعتبر هذا التحذير الثاني من نوعه بعد هجمات 11 ديسمبر، حيث صدر التحذير الأول في 23 ديسمبر، ليصدر التحذير الثاني أول أمس. وكانت السفارة الأمريكية قد أصدرت، بعد هجمات 11 أفريل، التي طالت قصر الحكومة ومقر الشرطة بباب الزوار "بيانا تحذيريا" قالت فيه إنها تلقت معلومات بخصوص استهداف القاعدة لمقري التلفزيون الجزائري والبريد المركزي بالجزائر العاصمة، كهدفين محتملين للهجوم، بناء على معلومات أمنية تلقتها السفارة الأمريكية من أجهزة المخابرات الأمريكية، وهي التصريحات التي أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الجزائريين، واستدعت مساءلة السفارة الأمريكية التي أوضحت أن التحذيرات كانت موجهة لرعاياها حتى يتجنبوا هذه الأماكن حفاظا على سلامتهم وأمنهم. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد اعتبرت أن الجزائر واحدة من بين 10 بلدان تشكل خطرا على استثماراتها ومصالحها الاقتصادية خلال سنة 2007، حسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، بناء على حرص الجماعة السلفية التي انخرطت في تنظيم "القاعدة" العالمي على استهداف المصالح الأمريكية في الجزائر، تأسيا بفروع التنظيم الأخرى التي تجعل من أمريكا العدو الأول، ما جعل السفارة الأمريكية تتخذ تدابير أمنية مشددة بعد هجمات 11 ديسمبر، كما سبق أن صرح السفير الأمريكي روبرت فورد إلى "الشروق". مصطفى فرحات