أصدرت وزارة الخارجية الامريكية مذكرة جديدة تنصح فيها الرعايا الاميريكيين المسافرين الى الجزائر أو المتواجدين فيها توخي الحذر و الحيطة بسبب استمرار ما تصفه بالعنف في العديد من مناطق البلاد بما فيها العمليات التي استهدفت العمال الاجانب مند شهر ديسمبر الماضي . و أعتبرت هذه المذكرة الجديدة الصادرة عن مكتب الشؤون القنصلية ، أول أمس السبت بواشنطن ، أن التهديد الارهابي لا يزال مستمرا في العديد من المناطق في الجزائر و هو الامر كما قالت يشكل خطرا على الامن العام في البلاد. و ترى وزارة كوندوليزا رايس أن الهجومين اللذين استهدفا عمال شركتي براون روتس كوندور شهر ديسمبر الفارط بغرب العاصمة ثم سترويتس غاز الروسية بعين الدفلى شهر مارس الجاري يحتمان على الرعايا الامريكيين المسافرين الى الجزائر أو المتواجدين فيها تقييم الوضع الامني بدقة . و توضح الوثيقة في تبريرها لهذا التحذير أن "الهجمات الارهابية لا زالت مستمرة في الجزائر تقريبا يوميا لا سيما الاغتيالات الفردية و الاعتداءات بالمتفجرات و الحواجز المزيفة و الكمائن ضد قوات الامن اضافة الى الاختطافات" تحدث أغلبها كما تقول في المناطق الشمالية والشرقية و الجبلية منها. و تنصح هذه المذكرة ، التي خلفت تلك الصادرة يوم 20 ديسمبر 2006 ، الرعايا الامريكيين تفادي السفر الى المناطق الجبلية في شمال الوطن لا سيما المناطق الواقعة ما بين شرق الجزائر العاصمة الى غاية الحدود التونسية الى جانب المناطق الصحراوية ماعدا رفقة مرافقين معتمدين . و طلبت أيضا من الامريكيين سواء السواح أو القادمين في مهام رسمية أو تجارية اتخاذ جميع التدابير التي تسهل اقامتهم طيلة مدة تواجدهم بالجزائر لا سيما النزول في الفنادق الدولية المعروفة باجراءاتها الامنية الصارمة و كذا ضمان تنقلاتهم مع أشخاص معروفين أو معتمدين بما فيها وكالات السفر. كما نبهت وزارة الخارجية الامريكية في مذكرتها موظفي سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر بضرورة توخي الحيطة مع اتباع الاجراءا ت الامنية المعتادة في مثل هذه الظروف والحرص على تغيير العادات اليومية لا سيما عند التنقلات . و تضيف الوثيقة انه يتعين أيضا على الموظفين الساميين للبعثة الديبلوماسية بالجزائر تقليص وتيرة تنقلاتهم خاصة نحو المناطق التي شهدت حاليا بروز مخاطر. و تذكر الوثيقة أن السلطات الجزائرية تلزم موظفي السفارات و الرسميين الاجانب بضرورة الحصول على تراخيص في حالة تنقلهم نحو حي القصبة أو نحو ضواحي العاصمة و كذا خارج المدن الكبرى و ذلك لتوفير الحماية لهم. و تؤكد المذكرة أنه مسموح لموظفي السفارة أو الحكومة الامريكية التنقل بحرية في أحياء وسط الجزائر العاصمة مع الأخذ في الحسبان جميع الاحتياطات الامنية عند كل تنقل . الا أن هذه المذكرة التي تصدر عادة كل ستة شهور لم تتطرق للتحذير الذي أصدرته سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر يوم 12 مارس الجاري و الذي أعلنت فيه أن بحوزتها معلومات مؤكدة تشير إلى عزم مسلحين متطرفين يعتقد أنهم من تنظيم "قاعدة بلاد المغرب الإسلامي"، القيام بعملية إرهابية ستستهدف إحدى الرحلات التجارية التي تربط الجزائر بإحدى العواصم الأوربية ويكون على متنها رعايا وعمال من دول غربية. و يلاحظ ان تحذير وزارة الخارجية الامريكية قد جاء عقب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السيد محمد بجاوي الى واشنطن نهاية الاسبوع الفارط و التي تطرق خلالها مع نظيرته الامريكية ، علاوة على عدة ملفات ، للتعاون الجزائري الامريكي في مجال مكافحة الارهاب في البحر الابيض المتوسط و منطقة المغرب العربي و منطقة الساحل الصحراوي فضلا عن مسألة انشاء مركز قيادة عسكرية أمريكية بافريقيا لمحاربة الارهاب. كمال منصاري