احتجاجات التلاميذ أمس، كانت "ثورة" على البرنامج الدراسي الذي وضعته وزارة التربية، حيث اشتكوا من ثقله وطوله وقالوا بأنّه مرهق، وعبّر عديد منهم عن جهلهم بكثير من الأمور التي بُرمجت وأعربوا عن تخوّفهم منه، خاصة تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على بكالوريا جديدة. وبهذا الخصوص، يقول الأستاذ محمّد إيدار بأن البكالوريا في وجهها الجديد تعتمد على الكفاءة، لكنّه تحفّظ عليه قائلا "البرنامج مضغوط وطويل جدّا، والأساتذة والمفتشون يؤكّدون أن هناك أمورا كثيرة لم يفهموها في البرامج، على اعتبار أن هناك دروسا جديدة دخلت خاصة العلمية والفيزيائية منها". وأضاف "هناك حلقة مفقودة في كلّ ما يجري، والبرامج الطويلة لا تعد ولا تحصى، مثل التاريخ والجغرافيا وغيرها". ووصف إيدار الحجم الساعي للبرامج ب "المرهق"، قائلا "إذا كان العامل في الوظيف العمومي يعمل ل 44 ساعة في الأسبوع، فإنّ التلميذ يدرس 35 ساعة، أي أنّ الفرق بينهما بسيط، ضف إلى ذلك الدروس الاستدراكية والساعات التدعيمية". أما علي لمداني، المكلّف بالإعلام في "الكنابست"، فأضاف إلى حديث إيدار "من غير الممكن أن نُكمل البرنامج الحالي كأساتذة إلا بحلول شهر سبتمبر، فمتى ستكون البكالوريا؟ بل وكيف ستكون؟" وأوضح أنّ البرنامج غير مرتّب ويفتقر إلى التناسق، هذا فضلا على أنّ التلميذ يتلقّى لأوّل مرة معارف جديدة ليست له أية أرضية بخصوصها، مثل الجيولوجيا التي قال إن تلاميذ الأقسام العلمية يتلقّونها لأوّل مرة وسيمتحنون فيها. وأضاف "هذه المعارف الجديدة لا نعرفها نحن الأساتذة ولا المفتشون، فكيف بالتلاميذ؟". وقال محدّثنا إنه كان على الوزارة تحضير التلاميذ لهذا البرنامج خلال مشوارهم الدراسي بكل أطواره، حتّى تكون البكالوريا في متناولهم ولا تحدث الاحتجاجات التي نراها". وقال أيضا "إن التوزيع الساعي لا يتماشى مع ما هو موجود في الواقع، فالبرامج كثيفة والساعات أيضا، وهي على الرغم من ذلك لا تضمن التكفّل بالبرنامج، كما أنّها لا تضمن ما تسميه الوزارة بالبكالوريا على أساس الكفاءة". من جهته، قال بوخطة الناطق باسم تنسيقية أساتذة العاصمة إنه فضلا عن البرنامج الثقيل والطويل، فإنّ هناك قضيّة أخرى تُطرح وهي الطريقة الجديدة للتصحيح، لتصحيح الامتحانات والفروض والبكالوريا، وتساءل "لماذا لم تدرّب الوزارة الأساتذة على هذه الطريقة قبل هذا الوقت.. هذا عبث آخر يضاف إلى العبث الذي رأيناه في البرامج والذي يمسّ في مجمله التلاميذ ومستقبل المنظومة التربوية في الجزائر". وقال بوخطّة إن البرنامج لا يمكن أن ينتهي في آجاله المحدّدة له، رغم الساعات الإضافية وساعات الدّعم والاستدراك التي أقرّتها الوزارة، ووصف ما يتعرّض له التلاميذ على يد البرنامج الجديد ب "المعاناة". وأفاد أنّ البرنامج محلّ الاحتجاج من قبل الأساتذة والتلاميذ على حدّ سواء، يجعل من التلاميذ فئران تجارب في كلّ مرّة. م. هدنة