رغم الحوادث السابقة، ورغم التّحذيرات، لا يزال كثير من الشباب الجزائريين يركبون الجاتسكي ويقتربون بها من الشواطيء مُهددين حياة المصطافين والسباحين، في ظل عدم اكتراث حراس الشواطئ. تُعتبر "الجاتسكي" وسيلة ترفيه خطيرة لبعض الشباب المُغامر، فينطلقون بها على الشواطيء، وبسرعة جنونية، غير مبالين بعواقب اقترابهم من المصطافين. والجاتسكي، التي لا يقل ثمنها عن 80 مليونا، وتصل حتى 200 مليون سنتيم، تعتبر أيضا وسيلة تفاخر من بعض الشباب الأثرياء، وتجدها بكثرة على الشواطيء الخاصة بالجزائر. وخطورة هذا الترفيه تكمن في الحوادث التي قد تسببها إذا اقتربت كثيرا من الشواطئ، فالسرعة الكبيرة التي يسير بها سائقها، والأمواج التي يشكلها خلفه تحجب عنه رؤية المتواجدين داخل البحر، أو حتى الغطاسين فيصدمهم. وسجّلت بعض الشواطئ، في السنوات الأخيرة، حوادث خطيرة سبّبتها الجاتسكي. ومع ذلك لا يزال بعض الشباب يستعملونها دون أخذ أدنى إجراءات السلامة. ومن هذه الحوادث ما وقع منذ قرابة 3 سنوات لشاب عاصمي في 28 من عمره. فالمعني كان يسبح بمنطقة الجميلة ببلدية عين البنيان، فمرّت فوق جسده جاتسكي يسوقها شاب لم ينتبه إلى وجوده، وتعرض الضحية لإصابات خطيرة على مستوى إحدى رجليه، ولا يزال إلى حد اللحظة يعاني من الحادث، حيث لا يستطيع المشي على رجله المصابة. وهو مواظب على التأهيل الطبي. وبرر صاحب الجاتسكي، المتسبب في الحادثة، أن الضحية كان يسبح في منطقة ممنوعة من السباحة. وهذه نقطة لا بد من الوقوف عندها، فبعض السباحين يفضلون الابتعاد كثيرا عن الشاطئ للعوم، أو يسبحون في أماكن ممنوعة. وهو ما يجعلهم عرضة لمثل هذه الحوادث. كما سُجل سابقا حادث مشابه بشاطئ نادي الصنوبر، لكن سائق الجاتسكي هو من اقترب كثيرا من الشاطئ وصدم أشخاصا. وشاهدنا، نهاية الأسبوع، على مستوى شاطئ العقيد عباس بدواودة، جاتسكي تسير بسرعة هائلة بالقرب من مكان يسبح فيه الأطفال.