اهتز أوّل أمس، شاطئ الأندلسيات أحد أكبر الشواطئ بوهران، على وقع حادثة أليمة، هي الثانية من نوعها في أقّل من أسبوع، راح ضحيتها شابّ في العشرينيات من العمر، فارق الحياة داخل البحر، بعدما تعرّض لصدمة درّاجة مائية من نوع جاتسكي، في مشهد مروّع اهتزّت له مشاعر المصطافين. بعدما يومين فقط من مصرع مغتربة في حادث مماثل على مستوى شاطئ كازينو ببلدية مرسى الحجاج شرق وهران، باغت ال جاتسكي الذي اخترق الموقع المخصّص للسباحة، الضحية وهو شابّ ينحدر من ولاية الشلف، قدم إلى شاطئ الأندلسيات بدافع السباحة والاستجمام، حيث صدمه مهشّما رأسه، إذ أصيب بجروح بليغة جعلته ينزف بالدماء، ما أدّى إلى مفارقته الحياة مباشرة بعد هذا الحادث الأليم. وحسب شهود عيان فإن الحادث ما كان ليحدث لولا الاستهتار بحياة المصطافين من قبل أصحاب الدرّاجات المائية الذين باتوا يخترقون المساحات الشاطئية المخصّصة للسباحة، على بعد أمتار فقط من الرمال لا لشيء إلا ليعقدوا صفقاتهم التجارية مع المصطافين غير آبهين بما يشكّله ذلك من مخاطر على سلامة المصطافين. حيث يفرض أصحاب الجاتسكي قانونهم الخاص بشواطئ وهران إذ يصولون ويجولون داخل الشواطئ معرضين حياة المصطافين إلى الخطر، سيما الأطفال، غير آبهين بتعليمات الوالي التي تحدّد المسافة التي يمكن أن تسبح فيها الدرّاجات والقوارب، فضلا عن الأثمان الباهظة التي حدّدوها للتنزه بالجاتسكي، والتي تصل إلى 4 آلاف دج مقابل جولة بحرية لا تتجاوز نصف الساعة. الحادث المأساوي الذي لقي فيه الشاب مصرعه استاء له جميع المصطافين بالأندلسيات الذي شاهدوا فصول الحادث المروع، ما دفعهم إلى مناشدة مصالح الدرك الوطني، اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة في الشواطئ لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية، خاصة وأنّ التنّزه لم يعد يحتكر على الدراجات المائية المعروفة بالجاتسكي، التي أوقعت بالعديد من الضحايا عبر شواطئ القطر الوطني، بل امتدت حمى التجارة والربح السريع إلى قوارب الصيد، التي حوّلها أصحابها إلى مراكب يجنون منها الأموال على حساب حياة المصطافين خصوصا على مستوى الشواطئ التي تغصّ بالمغتربين مثل شاطئ الأندلسيات.