وقد باغت الزورق الذي اخترق الموقع المخصص للسباحة، الضحية وهي مغتربة متزوجة، حيث صدمها مهشما رأسها، الذي أصيب بجروح بليغة جعلتها تنزف سيولا من الدماء، ما أدى إلى مفارقتها الحياة مباشرة بعد هذا الحادث الأليم. * و حسب شهود عيان فإن الحادث ما كان ليحدث لولا الاستهتار بحياة المصطافين من قبل أصحاب المراكب الذين باتوا يخترقون المساحات الشاطئية المخصصة للسباحة، والقريبة جدا من اليابسة، لا لشيء إلا ليعقدوا صفقاتهم التجارية مع المصطافين غير آبهين بما يشكله ذلك من مخاطر على سلامة المصطافين. السيناريو ذاته يتكرر وبصورة أسوأ مع مالكي دراجات "الجاتسكي"، الذين فرضوا من جهتهم قانونهم الخاص بشواطئ عاصمة غرب البلاد، حيث يصولون ويجولون داخل الشواطئ معرضين حياة المصطافين إلى الخطر، سيما الأطفال، فضلا عن الأثمان المستعرة التي حددوها للتنزه ب"الجاتسكي"، التي وصلت إلى 4000 دج مقابل جولة بحرية لا تتجاوز النصف ساعة. الحادث المأساوي الذي قضت فيه سيدة مغتربة بالشاطئ الصغير المعروف ب"كازينو"، حمل حزنا عميقا لزوجها الذي لا يزال تحت الصدمة، وكذا المصطافين الذين شاهدوا فصول الحادث المروع، ما دفعهم إلى مناشدة مصالح الدرك الوطني، اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة في الشواطئ لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية، خاصة وأن التنزه لم يعد يحتكر على الدراجات المائية المعروفة ب"الجاتسكي"، التي أوقعت بالعديد من الضحايا عبر شواطئ القطر الوطني، بل امتدت حمى التجارة والربح السريع إلى قوارب الصيد، التي حولها أصحابها إلى مراكب يجنون منها الأموال على حساب حياة المصطافين.