لأول مرة منذ انطلاقه سنة 2006، شهدت الطبعة الثامنة لمهرجان أغنية الراي التي احتضنتها مدينة وجدة المغربية مؤخرا، تدشين حملة لمقاطعة المهرجان وإخراجه من المدينة الواقعة على الحدود الغربية للجزائر مع المغرب، ورفع دعاة المقاطعة شعار "غزة تحت النار ووجدة تحت تخدير الراي"، احتجاجا على عدم استجابة الجهة المنظمة للمهرجان - مُمثلة في جمعية "فنون وجدة" - لإلغائه تضامنا مع أهالي غزة. كانت الطبعة الثامنة لمهرجان أغنية الراي بوجدة، التي أقيمت بين الفترة من 8 إلى 16 أوت الجاري، قد عرفت مشاركة قياسية لنجوم الأغنية الجزائرية لم تشهدها طبعة مهرجان الراي لسيدي بلعباس، فشارك عبدو درياسة، الشاب كادير الجابوني، الشاب فضيل، الشابة الزهوانية والشاب بلال الذي كان نجم السهرة الختامية، كما شارك الفكاهي مصطفى بلا حدود في سهرة خاصة بالضحك والفكاهة. ويأتي تنظيم مهرجان أغنية الراي بوجدة بهذا الكم الهائل من النجوم الجزائرية، إضافة إلى فرق عالمية وأسماء رائدة كفرقة "الجيبسي كينغ"، سعد لمجرد ولافوين، في وقت فشل فيه مهرجان بلعباس في الخروج بطبعة في المستوى المطلوب، وليعلق المنظمون لاحقا فشله وعزوف الجمهور في حضور سهراته على شمّاعة مباريات المونديال!. وكانت انتقادات كثيرة قد طالت الطبعة الأخيرة لمهرجان الراي ببلعباس، منها تحّوله إلى تظاهرة "جهوية" بامتياز على خلفية الإضراب على الطعام الذي شنته مجموعة من الفنانين المحليين لبرمجتهم فيه، وكذا الغياب الواضح لمصالح رقابة وزارة الثقافة على سير فعاليات المهرجان، وهي جلها نقاط ضعف ساهمت في ارتفاع أسهم مهرجان وجدة المغربي على حساب مهرجان سيدي بلعباس المحلي. أيضا، جاءت مشاركة الشاب كادير الجابوني في مهرجان وجدة في مقابل غيابه عن بلعباس ضربة قوية للأخير، خصوصا مع خروج الجابوني عن صمته ردا على تصريحات محافظ المهرجان، محمد طيبي، التي قال فيها "إن الجابوني بالغ في أجره ما جعلهم يستغنون عن خدماته"، ليؤكد المغني أنه لم يطالب سوى بأجره المتعارف عليه، ليبدو جليا أن مهرجان الراي الذي انطلق من وجدة قبل 8 سنوات فقط سحب البساط من نظيره البلعباسي على جميع الأصعدة، والسؤال: هل تتدخل الوزارة الوصية لانقاذ سمعة المهرجان في الوقت المناسب، فتستدرك نقاط ضعفه بالابتعاد عن سياسة "السُوسيال" و"البريكولاج" اللتان عمَّرتا طويلا في كواليسه؟؟.