تعرف العاصمة اليمنية صنعاء، احتجاجات ومسيرات عارمة، تشارك فيها شرائح واسعة من المجتمع تطالب بإسقاط حكومة حزب الإصلاح المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، كما يرفع المحتجون الذين نصبوا خياما بمختلف مداخل ومخارج العاصمة اليمنية، لائحة مطالب تتمثل في إلغاء قرار الحكومة اليمنية القاضي برفع الدعم عن المحروقات وهي النقطة التي أفاضت الكأس وأدخلت اليمن في دوامة من الاحتجاجات، تبنتها جماعة أنصار الله التي هدد على لسان زعيمها عبد المالك الحوثي بخطوات مزعجة، بداية من يوم غد الجمعة في حالة تجاهل مطالب الشعب اليمني من قبل الرئيس عبد منصور هادي. ولمعرفة مايحدث في اليمن، اتصلت "الشروق" بالمحلل السياسي اليمني المعروف حميد رزق، الذي أكد في تصريح خاص، أن ما يحدث هو تصحيح لمسار الثورة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح، قبل 3 أعوام، وسلبت من طرف تنظيم الإخوان والدول الإقليمية، التي أضحت تهيمن على مقدرات البلد وأدلختها في دوامة عنف، فأصبحت اليمن كالعراق تشهد يوميا اغتيالات، ومسرحا للقاعدة وداعش والتنظيمات الإرهابية، وبعد الإطاحة بصالح أثبتت الحكومة فشلها سياسيا واقتصاديا، وازدادت الأوضاع اليمنية تدهورا، فجاء هذا الحراك الشعبي الواسع. وأضاف حميد رزق أن تجاهل الرئيس مطلب الشعب دليل ضعف وهزال، وأن الحكومة لاتملك قرارها، وعن إمكانية تطور الأوضاع إلى نشوب صراع مسلح عن السلطة، قال رزق إن حركة الإصلاح لديها مليشيات مسلحة، ولايستبعد أن تقوم، بعمليات استفزازية ضد المتظاهرين السلميين، مضيفا أن قوات الجيش الوطني اليمني تقف إلى جانب مطالب الشعب، ولايمكنها أن تكون أداة في يد الحكومة الحالية، وعن رسالة سفراء عشرة دول خليجية وأعضاء دائمين في مجلس الأمن، الموجهة لزعيم أنصار الله، ودعته للتوقف عن الحراك الشعبي والانخراط في العملية السياسية، قال إن الشعب اليمني رفض الرسالة واعتبرها تدخلا سافرا في شؤونه الداخلية، وحجم الجماهير المشاركة، تمثل أنصار الله جزءا منها فقط، وإن كان هؤلاء جميعهم من أنصار الله، فهم أغلبية ومع ذلك أعتقد، كما قال إنه شرف لاتدعيه الجماعة التي انحازت حسبه لمطالب الشعب، وعن الخطوات المزعجة التي هدد بها عبد المالك الحوثي، قال إنه يتوقع الانخراط في عصيان مدني يشل اليمن، وفي حالة الفشل التام قد ترتفع سقف المطالب لإزاحة السلطة بالكامل، وأضاف أن اليمن شهد عمليات عنف بربرية نفذتها الجماعات الارهابية، أخرها ذبح 15جنديا، ولم يندد هؤلاء حتى بالاجرام، مضيفا أن الشعب اليمني الأن سيقول كلمته، وسينتصر في معركته عن النظم الاستبدادية، لإرساء مبادئ الثورة في الحرية والديمقراطية والكرامة. من جانبه اعتبر رئيس تحرير المشهد اليمني الأستاذ عبد الرحمن البيل، أن الوضع جد خطير، ومرشح ليكون مشابه لما هو عليه في ليبيا، وأضاف أن الحوثيين ازدادوا دعما بعد سيطرتهم على عمران، واستثمروا في قضية رفع الدعم وحشدوا الجماهير لمحاصرة صنعاء، بالسلاح، وأضاف أن هناك حراك شعبي مضاد تقوم به بعض الأحزاب الإسلامية المعتدلة في اليمن، التي ترفض سيطرة الحوثيين حسبه، الذين يسعون لاستعادة الملكية في اليمن، وبخصوص رسالة السفراء الأجانب قال إنها مهمة وتمثل دعما معنويا للحكومة التي شكلت لجنة رئاسية لحل المشكل، مبديا تشاؤما كبيرا من الوضع وإمكانية الحل أمام إصرار الحوثيين على التغيير، وأعرب في تصريحه للشروق أن الواقع مرشح لانزلاق خطير في اليمن.