كذب مصدر مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية الأنباء التي أوردتها إذاعة طهران الإيرانية الرسمية وزعمت فيها أن هناك تدخلاً مباشراً من جانب الطيران السعودي في العمليات التي تقوم بها وحدات القوات المسلحة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، وذلك في ظل هدوء حذر يخيم على مناطق القتال في صعدة. وقال المصدر: ''إن المعلومات التي تضمنتها تلك الأنباء المفبركة عارية تماماً عن الصحة وتفتقر في مجملها إلى الدقة والمصداقية''. وأكد أن لدى القوات المسلحة والأمن اليمنية القدرة على القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في الذود عن حياض الوطن وأمنه واستقرار ومكتسباته ومصالحه العليا' والتصدي لأي محاولة تستهدف الأمن والاستقرار في الوطن أو الخروج عن الدستور والقانون والنظام أياً كان مرتكبوها. وعبر المصدر عن أسفه البالغ لانزلاق وسائل إعلامية رسمية إيرانية لترويج مثل هذه المعلومات الكاذبة والمضللة, والتي لا تعدو أكثر من مجرد محاولات للتغطية على الجرائم والأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر التمرد والتخريب التابعة للمتمرد ''الحوثي'' ضد أبناء محافظة صعده من النساء والأطفال والشيوخ, وضد المصالح والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة في المحافظة. وقال المصدر :''كان الأحرى بإذاعة طهران أن تلتزم الموضوعية والحياد, وأن لا تنجر وراء تلك الأكاذيب, وتضع نفسها في مثل هذا الموقف الذي يفقدها مصداقيتها ويثير التساؤل عن الأهداف المشبوهة التي تنشدها من وراء ذلك''. وكانت إذاعة طهران قد أوردت خبر عن الأحداث الدائرة في صعدة وذكرت فيه إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قام بالاتصال بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هاتفيا، ليطلعه على تفاصيل الموقف وليؤكد له بان هذا الهجوم سيضع نهاية لحركة الحوثيين. ونسبت إذاعة طهران إلى المعارضة السعودية تأكيدها إن الحكومة السعودية تعهدت للرئيس على صالح، بتغطية ميزانية هذه المعارك وتامين الاعتدة والذخيرة وكل ما تستوجبه، لوضع نهاية لحركة الحوثيين مهما كلف ذلك من ثمن. كما زعمت إذاعة طهران إن ما وصفته بالدعم المالي والعسكري السعودي لليمن ليس جديداً، وقالت إنه دعم قديم منذ شعر السعوديون ان وجود قبائل شيعية بجوار حدودها يسبب لها تحديا امنيا وقلقا شديدا، خاصة وان الحوثيين بدأوا باستقطاب تاييد قبائل يمنية وسياسيين ومثقفين واعلاميين داخل المجتمع اليمني. من ناحية اخرى، نفى مصدر يمني مسؤول في وزارة الدفاع مزاعم من وصفه ب''الإرهابي المتمرد'' عبد الملك الحوثي وادعائه بأن الطائرات الحربية تستهدف عددا من قرى ومدن وأسواق محافظة صعدة ومخيما للنازحين, وتقصف ضحيان بقنابل فوسفورية , وقال المصدر إن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة . من جانبه، هدد عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الحكومة اليمنية من ردة فعل سيقوم بها أنصاره وستكون كبيرة وفوق المتوقع. في هذه الأثناء، ساد هدوء نسبي مشوب بالحذر مناطق المواجهات في صعدة ، في ظل اجراءات امنية غير عادية اتخذت في صنعاء بالذات خشية وصول جماعات مسلحة الى العاصمة مع استمرار الوضع المتوتر سواء في المرتفعات الوعرة أم في محيط مدينة صعدة وحتى الى الجنوب منها. وشددت السلطات اليمنية أمس حصارها على محافظة صعدة بعد معارك أوقعت خمسة جنود حكوميين ونحو 16 مسلحا من جماعة الحوثي. وقطعت السلطات خدمة الاتصال بالهواتف النقالة عن جميع مناطق صعدة. وعدّ الحوثيون ذلك خطوة لعزل المحافظة. وتسبب القتال بنزوح نحو 17 ألف أسرة من ديارها.