تشهد أسعار كراء قاعات الحفلات هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق نظرا إلى تهافت العائلات على حجزها بعد انقضاء الشهر الفضيل، حيث تزامنت هذه الفترة مع انطلاق موسم الأعراس للعديد من العائلات التي اضطرت إلى تأجيل مراسم زفاف أحد أفراد العائلة بسبب حلول شهر رمضان، وهو ما استغله بعض مالكي قاعات الحفلات ليرفعوا سقف أجرة الكراء لتصل إلى 25 مليون سنتيم، ما جعل بعض العائلات تستنجد بمراكز الشباب والقاعات الرياضية على مستوى الأحياء التي يقطنونها. قرر الكثير من المقبلين على الزواج الاستغناء عن كراء قاعة أعراس، بما أن سعر هذه الأخيرة ارتفع بشكل رهيب، إذ تراوح بين 10 ملايين سنتيم إلى 25 مليون سنتيم، وبالرغم من أن بعض الأحياء الشعبية المعروفة تضم معظم العائلات الفقيرة، إلا أن أصحاب قاعات الحفلات الموجودة على مستواها لم يجدوا حرجا في رفع سعر كراء قاعاتهم لهؤلاء المواطنين محدودي الدخل، على غرار إحدى قاعات الحفلات بالمقرية التي بلغت تكلفتها 20 مليون سنتيم، وكذا بعين النعجة وباش جراح. وبدأت أسعار قاعات الحفلات في الارتفاع خلال السنوات الأخيرة لتبلغ الحد الأقصى هذا الموسم نظرا إلى الإقبال المتزايد على كراء هذه القاعات من قبل بعض العائلات، خاصة تلك التي تعيش في مسكن ضيق والذي لا يسعها لإقامة حفلة عيد ميلاد فكيف يكون الأمر بالنسبة إلى حفل زفاف. وإذا كانت بعض العائلات المرتاحة ماديا تدفع مقابل هذه الخدمة الملايين دون أن يرف لها جفن، توجد بعض العائلات تضطر إلى "الاستدانة" لتوفير مبلغ 6 ملايين سنتيم ثمن كراء قاعة حفلات عادية، تخلو من التكييف وكذا تضمّ مجموعة من الطاولات والكراسي في حالة رثة. ويُعتبر هذا المبلغ السعر الأدنى الذي يمكن أن يصادفك في رحلة بحثك عن قاعة حفلات، حيث لم تعد هناك قاعات مخصصة للفقراء وأخرى للأغنياء، ولم يعد يراعي أصحاب هذه القاعات الحالة الاجتماعية لصاحب العرس بقدر ما يهمهم جني الأموال. وفي ظل هذا الارتفاع المحموم لأسعار كراء قاعات الأفراح، فضلت الكثير من العائلات الفقيرة الاستنجاد بقاعات الرياضة ومراكز الشباب الموجودة بالحي الذي تسكنه، حيث يدفع البعض منهم أجرة زهيدة مقابل إقامة حفل الزفاف في هذه القاعات، بينما تقيم فيها بعض العائلات حفلات الزفاف بالمجان نظير معرفتها الجيدة بأحد العاملين فيها، وهو حال "مروان" الذي أقام حفل زفافه منذ أسبوع في إحدى القاعات الرياضية بحسين داي، بعد أن ذهل للأسعار الخيالية لقاعات الحفلات على حد تعبيره، وبما أنه موظفٌ بسيط فهو غير قادر على دفع أجرة كراء قاعة الحفلات، ونظراً إلى معرفته الجيدة بمدير قاعة الرياضة الموجودة على مستوى الحي الذي يقطنه، سمح له هذا الأخير بإقامة حفل زفافه فيها شرط تنظيفها بعد نهاية الحفل. والغريب في الأمر أن بعض قاعات الحفلات تشترط عليك مغادرة القاعة بعد انتهاء العرس ب10 دقائق، وإن تجاوزت هذه المدة فعليك دفع مبلغ مقابل تأخرك في إخلاء القاعة، وهو مبلغ يضاف إلى الميزانية الثقيلة للعرس.