صارت قاعات الحفلات على مستوى المدن على غرار العاصمة وضواحيها حديث الساعة في هذه الأيام مع بداية موسم الأفراح خاصة وان كراءها بلغ مستويات خيالية، الأمر الذي أدى إلى فرار العديد من العائلات إلى المدن الداخلية بحثا عن بخس الأثمان هناك، على الرغم من بعد المسافة، وبالتالي المراهنة بحضور المدعويين وتجاهلهم للدعوات بسبب بعد المسافة. نسيمة خباجة إلا أن كل شيء يهون بالنسبة لأصحاب الأعراس لتوفير مبالغ مالية معتبرة تعد بالملايين بالنظر إلى الفرق الشاسع بين ثمن حجز قاعة الحفلات بالمدن الداخلية عنه في العاصمة، مما أدى إلى استعصاء كرائها بالمدن الساحلية وفضلت الاتجاه إلى بعض المدن الداخلية التي لازالت قاعات الحفلات عبرها تحافظ على جيب الزبون مقابل تقديم خدمات لائقة على خلاف العاصمة التي أضحت قاعات الزفاف لا تنزل عن 10 ملايين سنتيم وهو مبلغ مرشح للارتفاع تبعا لمستوى القاعة والخدمات المتوفرة فيها. ووجدت بعض العائلات الحل في التوجه إلى المدن الداخلية على غرار البليدة والمدية إلى غيرها من الولايات لإقامة أعراسها وقطع مسافة قد يشق قطعها حتى على أصحاب العرس فما بالنا بالمدعوين الذي يتحتم على بعضهم عدم الاستجابة للدعوات خاصة هؤلاء الذين لا يمتلكون إمكانيات على غرار السيارة مما يؤدي بهم إلى إلغاء الحضور للعرس. فبعض العائلات راهنت بكل تلك الأشياء في سبيل المحافظة على قدراتها المادية وتوفير الملايين من وراء حجز قاعة في المناطق الداخلية، تلك التي لا يقارن ثمنها البتة بالأثمان المتداولة على مستوى العاصمة وما يقربها من مدن ورأوا أن ذلك الحل سيمكنهم من إقامة أفراحهم في قاعة زفاف مثلهم مثل بقية الخلق والاستفادة من ذلك، بدل تضييع الفرصة لاسيما وانه يستعصى عليهم حجز قاعة على مستوى العاصمة وفق تلك المبالغ الخيالية. تقول السيدة هانية أنها مقبلة على إقامة حفل زفاف ابنتها في أواخر جويلية وارتفاع سعر كراء القاعات على مستوى العاصمة جعلها تفر نحو ولاية البليدة أين تتوفر قاعات قمة في الجمال وكذا في توفير الخدمات، وبالفعل تم كراء قاعة مقابل 4 ملايين سنتيم وأضافت أن مستواها يرشح كراءها بمبلغ اكبر على مستوى العاصمة بالنظر إلى الخدمات المتوفرة، وكذا تزويدها بمبردات هوائية في كامل أرجاء الغاية، وعن المراهنة بالمدعوين قالت أن أقاربها المقربين سوف يحضرون حتما أما الأغراب فلا يهمها أمرهم فان هم أتوا أهلا وسهلا وان لم يحضروا فلا عتاب عليهم فهم في الأول والأخير أغراب عن العائلة. اقتربنا من السيدة "م جميلة" صاحبة قاعة بالبليدة قالت أن هناك إقبالا على قاعتها من داخل البليدة وخارجها وصولا إلى الجزائر العاصمة بحيث اقبل عليها زبائن كثر من ولاية العاصمة بالنظر إلى الجشع المعلن من طرف بعض أصحاب قاعات الحفلات على مستواها، على خلاف ما هو متداول على مستوى بعض الولايات الداخلية التي تعرض قاعات في المستوى المطلوب بأثمان معقولة قد تصل إلى 2 مليون سنتيم لترتفع إلى 4 و5 ملايين سنتيم وهي ترى أنها أثمانا معقولة مقارنة مع ما هو متداول على مستوى العاصمة، ولمّحت إلى أن العوامل التي أدت إلى عرض خدمات قاعات الزفاف بأثمان ملائمة بالمدن الداخلية هو التزام بعض العائلات البدوية بإقامة أعراسها في ساحات المنازل والأسطح بحيث لم تندثر تلك العادة ولم تتأثر برياح العصرنة.