العسكريون الجزائريون لهم قدرة على تحمل أقسى الظروف في كتاب جديد صدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية ينقل الصحفي الأمريكي الشهير روبرت كابلان كثيرا من تفاصيل التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الساحل الإفريقي بالقرب من الحدود الجزائرية. ملاحظات وشهادات ميدانية عاشها وسجلها حرفيا خلال مرافقته طوال أسابيع لفوج من المارينز الأمريكي في مهمة استطلاع وتدريب في المنطقة. الصحفي روبرت كابلان، هو أحد كبار المتخصصين في سويولوجيا المؤسسة العسكرية الأمريكية وتدخلاتها في مختلف الأزمات الدولية، "كنت داخل تويوتا بيك اب بيضاء يقودها اللواء بول بيكر من دروموند، اوكلاهوما، قائد فصيلة من البحرية لتدريب الفريق، الذي يتكون من أربعة وعشرين من الرجال"، يذكر الصحفي في كتابه "طيار وقاع السفينة، همهمات الماء الأزرق.. العسكرية الأمريكية فى الجو، في البحر، وعلى أرض الواقع" وفي مقتطف بعنوان "بنادق أمريكية في إفريقيا.. مع فصيلة البحرية - الساحل الإفريقي صيف 2004" يقول الكاتب إنه وفي مطلع صيف 2004، ومثلما كانت الولاياتالمتحدة مستغرقة على نحو فعال بقيادة بول بريمر في تفكيك سلطة التحالف المؤقتة في العراق، غادر فوج من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) والقوات الخاصة للجيش إلى منطقة الساحل الإفريقي ما وراء الصحراء الكبرى على الحدود الجزائرية مع دولتي النيجر ومالي "واحدة من عدد قليل من ساحات القتال في الحرب العالمية على الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية لدخول العسكرية" كان الهدف المباشر محاصرة محاولات الاختراق التي تنفذها القاعدة في المنطقة "التي تعتبر بيئة خصبة للتطرف وتفتقد الى مؤسسات ثقافية بديلة" وشكلت مصدرا للدعم اللوجيستي والتزود بالسلاح من طرف الجماعة السلفية للدعوة والقتال "لقد كدسوا الأسلحة والمركبات في مالي لاستخدامها في الجزائر"، يقول الكاتب، ويضيف أن طائرات مراقبة أمريكية بحرية كانت تجوب مبكرا المنطقة لذلك، ويعترف لاحقا في مقطع آخر من الكتاب ان أعين الأمريكيين انفتحت على الساحل الإفريقي أيضا، لأنها "مصادر النفط الكبيرة في إفريقيا الغربية شكلت مصدر إغراء لدى الولاياتالمتحدة، ففي عام 2004 كانت الولاياتالمتحدة تستورد 15 ٪ من نفطها من دول غرب افريقيا، وهو رقم يتوقع ان يرتفع الى 25 في المئة.. كان هناك، أيضا، ارتفاع شبح الصين، والذين كانوا الى حد كبير يركزون الاستثمار في منطقة الساحل بشكل يحد من نفوذ الأمريكيين". ويسترسل في حديثه عن الخطوات التي بادرت بها أمريكا "نظرا لهذه الظروف، العسكرية الأمريكية أرسلت قوات خاصة لجيشي مالي وموريتانيا، ورجال المارينز الى تشاد، النيجر والسنغال وبلدان أخرى ضمن مبادرة عموم الساحل، التي صممت لتكون خطوة وقائية، لتفادي الحاجة الى نشر واسع النطاق ضد الإرهابيين، كما هو الحال في أفغانستان". الجزائريون رفضوا رغبة أمريكا في إقامة قاعدة عسكرية "جزء من ذلك الفوج الأمريكي دخل الساحل الإفريقي عبر الجزائر"، ممثلا في 11 عنصرا من الكتيبة الأولى من الجيش العاشر الأمريكي قادمين من ألمانيا، حيث تستقر القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا "فوج من 11 عسكريا من القبعات الخضر دخل الصحراء عبر مطار تمنراست بعد أن قضى ليلة في السفارة الأمريكية في الجزائر العاصمة، وفي تمنراست تم استقبالهم من قبل مجموعة من كبار الضباط في الجيش الجزائري، جاؤوا لإجراء تدريبات مشتركة مع الفرقة 41 من القوات الخاصة الجزائرية". يذكر الكاتب أنه أعجب بقوة احتمال ونشاط المجموعة الجزائرية، حيث لاحظ أن القوات الجزائرية "لم تكن مجهزة عسكريا بشكل جيد"، لكنه ينقل في كتابه تأكيده "التفوق الذي أظهره الجزائريون بقدرتهم على البقاء لفترة طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة فقط مع قليل من الماء وبعض حبات التمر"، وينقل الصحفي الأمريكي ما رآه خلال خمسة أسابيع هي المدة التي قضاها الأمريكيون في تقييم »تكتيكات« الهجوم لدى العسكريين الجزائريين، ويقول إن ذلك شكّل دروسا هامة في طريقتهم لمحاربة الإرهاب، كما تحدث عن الرغبة الأمريكية في إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة دون أن يلقى ذلك تجاوبا من الجزائريين حتى إن لم يمنع أحد المسؤولين الجزائريين من أن يوحي لمحدثيه الأمريكيين بأنهم مستعدون لعمليات مشتركة ضد الإرهاب في الساحل الإفريقي، فكرة حذفها الجزائريون لاحقا من أجندتهم، "لكنها لم تمنع المارينز الأمريكي من مواصلة تغلغله عبر برامج عسكرية جديدة تجاوزت تكاليفها 600 مليون دولار منها فلنتوك 2005 ثم 2007". عبد النور بوخمخم