فوجئ بعض المعلمين بعد التحاق التلاميذ بمقاعدهم الدراسية بحملهم لأدوات على شكل ألعاب أو عليها صور رسوم متحركة ومحافظ تُجرّ بعجلات انشغلوا باللعب بها طوال اليوم، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ قرار بمنع جلب مثل هذه الأدوات المدرسية إلى الأقسام ومطالبة أوليائهم بشراء أدوات عادية. وصف بعض المعلمين والمنتمين للأسرة التربوية الأدوات المدرسية التي بات يقتنيها التلاميذ في السنوات الأخيرة ب"الكارثة الحقيقية والمؤثرة في فهمهم واستيعابهم للدروس"، حيث تحوّلت هذه الأدوات بدلا من أداة مساعدة على متابعة الدروس والتفوق إلى عائق يحول بينهم وبين التحصيل العلمي، وهو ما اضطر بعض المعلمين إلى اتخاذ إجراءات عفوية تمنع التلاميذ من جلب هذه الأدوات إلى الأقسام. وهو ما أقدمت عليه معلمة بالتعليم الأساسي في مدرسة بحسين داي، أكدت لنا أنها أصيبت بصدمة حقيقية في اليوم الأول من الدخول المدرسي عندما شاهدت تلاميذها في السنة الثانية ابتدائي منشغلين باللعب بالمقلمات والممحاة والمبراة التي كانت أشكالها تشبه الألعاب والدمى بالأخص "سبانج بوب" و"شان دو شيب"، وتلاميذ آخرين يلعبون بمساطر تحتوي على أضواء ومياه وألوان، تصوري حتى البنات يحملن علب ألوان على شكل علبة ماكياج، وطوال اليوم كان التلاميذ يحرصون على اللعب أكثر من متابعة الدروس، لذا قررت منعهم من جلبها، وألزمت أولياءهم أن يقتنوا لهم أدوات مدرسية عادية وبسيطة حتى لا يتشتت ذهنهم ولا يتأثر تحصيلهم ومردودهم العلمي وترك هذه الأدوات في المنزل ليستعملوها أثناء المراجعة المنزلية. الإجراء ذاته اتخذته زميلتها في المدرسة، والتي طلبت من تلاميذها عدم حمل المحافظ بالعجلات إلى القسم لثقلها وإحداثها حالة من الفوضى خلال جرّهم لها، مضيفة أن بعض التلاميذ يجرون سباقات في فترة الاستراحة بدفع المحافظ والركض بها وهو ما قد يصيبهم بحوادث كالسقوط، لذا تحرص في كل سنة على منع التلاميذ من اقتناء هذه المحافظ أو حملها للأقسام التعليمية حتى لا تضيع قوتهم ويقلّ تركيزهم واستيعابهم في المدرسة بسبب الإرهاق، كما لن يكون هناك تمييزٌ بين التلاميذ فسيتساوون جميعا ولن يتباهى أي منهم أو يتفاخر على الآخر بحقيبته. وإن كانت هذه الإجراءات التي فضل بعض المعلمين اتباعها تبقى فردية، إلا أن عديد الأولياء ثمّنوها واعتبروها هامة ومساعدة لأبنائهم على التركيز. فقد وصفت السيدة "ز. منيرة" منع ابنها بجلب أدوات الألعاب بالقرار الذي أثلج صدرها، فهي لم تكن ترغب في شرائها له لكنها اضطرت للرضوخ استجابة لصراخه وبكائه المتواصل لأن زملاءه جميعاً يملكون أدوات مشابهة، لكن بمجرد أن منعتهم المعلمة من إحضارها للقسم شعرت أن عبئا ثقيلا زال من على كاهلها ولن تصبح مضطرة لمجابهة غضبه وبكائه. وكان المختصون النفسانيون ومستشارو التربية قد حذروا عشية الدخول المدرسي الأولياء من الاستجابة لرغبات أبنائهم وشراء أدوات مدرسية على شكل ألعاب حتى لا يتأثر تركيزهم العلمي ولا تتشتت قدراتهم الذهنية، فهذه الأدوات الغريبة ستشغل تفكيرهم وتحول بينهم وبين متابعة الدروس والتركيز لشروح المعلمين، داعين الأولياء لتجنب شرائها واقتناء أدوات بسيطة وعادية.