أعلنت لجنة صياغة مشروع الدستور في ليبيا أنها تأمل بإجراء استفتاء على الدستور في ديسمبر رغم أعمال العنف والانقسام التي تشهدها البلاد، في حين توجه مبعوث الأممالمتحدة لليبيا إلى طرابلس الخميس في أول زيارة من نوعها منذ سيطرت قوات "فجر ليبيا" على العاصمة. وقال المتحدث باسم اللجنة الصديق الدرسي إن إجراء التصويت سيكون تحديا بالنظر إلى العنف المستمر. وأضاف أن ليبيا فاجأت العالم بإجراء انتخابات عامة ناجحة في جوان رغم احتدام القتال بين المليشيات المسلحة في أجزاء من البلاد. وتشهد ليبيا معارك دامية منذ منتصف جويلية الماضي بين ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن هجوما عسكريا أطلق عليه "عملية الكرامة" من جهة، وبين قوات "حفظ أمن واستقرار ليبيا" من جهة أخرى التي تقود عملية باسم "فجر ليبيا"، وسيطرت على مطار طرابلس ومواقع عسكرية مهمة تابعة لقوات الأول في بنغازي. وكان مجلس النواب المنتخب والحكومة انتقلا إلى طبرق في أقصى الشرق هربا من القتال الدائر منذ شهر في شوارع العاصمة طرابلس، حيث طردت فصائل مسلحة من مدينة مصراتة الواقعة في الشمال الغربي فصيلا منافسا من مدينة الزنتان المتحالفة مع حفتر. وأدى ذلك إلى حدوث انقسام سياسي بوجود حكومتين ومجلسين تشريعيين، إحداهما كلفها المؤتمر الوطني العام (الذي يواصل مهامه بطرابلس)، في حين أعاد النواب المجتمعون تكليف عبد الله الثني بتشكيل حكومة بعد تقديمه استقالته في وقت سابق. وفي مسعى لتقليص الخلافات بين الفصائل المتحاربة، توجه مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون إلى طرابلس في أول زيارة لمسؤول أممي منذ سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة. وزار ليون في وقت سابق طبرق والبيضاء، وقالت الأممالمتحدة في بيان إن ليون اجتمع مع أعضاء في البرلمان وسياسيين آخرين دون أن تكشف عن أسماء هذه الشخصيات وما خلصت إليه المحادثات. وفي أحدث المواجهات بليبيا، هاجمت عناصر من جماعة أنصار الشريعة مقر قوات الدفاع المدني في بنغازي. وفي الغرب، أفاد سكان من منطقة ورشفانة جنوب غربي طرابلس بوقوع عمليات قصف. وقال مسؤول محلي من المنطقة إن نحو ثلاثة آلاف شخص فروا من المنطقة.