قتل 60 شخصا و اصيب 400 اخرون بجروح في اشتباكات شهدتها امس العاصمة الليبية طرابلس بين الميليشيات المتناحرة. و أفادت مصادر عسكرية وطبية أن المليشيات الليبية المتحاربة في العاصمة الليبية وضواحيها تكبدت يوم أمس خسائر بشرية كبيرة في معارك هي الأعنف من نوعها على الإطلاق بين كافة الأطراف وعلى كافة المحاور قتل خلالها قرابة ال 60 شخصا وأصيب 400 آخرون بجروح بينهم حالات خطرة. و قالت ذات المصادر أن 30 شخصا من الأطراف المتقاتلة في طريق المطار لقوا مصرعهم وأصيب العشرات بجروح. كما قتل 16 شخصا وأصيب 20 آخرون في اشتباكات مسلحة غرب طرابلس بين قوات غرفة "عمليات ليبيا "التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي وبين مسلحي القبائل في منطقة معسكر ال27 الواقع على 20 كلم غرب العاصمة طرابلس فيما لقي 12 من عناصر عملية "فجر ليبيا" مصرعهم وأصيب أخرون في اشتباكات مع مسلحي "الزنتان" جنوبطرابلس. و تاتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة عزمه زيارة طرابلس بحلول مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. ويهدف الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون الذي يتولى منصبه رسميا أول سبتمبر2014 إلى إنهاء القتال بين كتائب من "مصراتة" وأخرى من "الزنتان" إندلع بينها القتال قبل شهر في أسوأ أعمال عنف تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وأجبرت المعارك -التي تشارك فيها كتائب مقاتلين سبق لهم خوض الحرب معا ضد القذافي-الأممالمتحدة والحكومات الغربية على إجلاء دبلوماسييها خوفا من إنزلاق ليبيا إلى حرب أهلية شاملة. ويدور معظم القتال حول المطار الدولي في "طرابلس" والذي يسيطر عليه مقاتلو"الزنتان" منذ إجتياحهم العاصمة خلال الصراع في 2011. ولا تملك حكومة ليبيا الهشة جيشا وطنيا حتى الآن وكثيرا ما تلجأ لدفع رواتب لمقاتلين سابقين بصفتهم أفراد أمن شبه نظاميين كوسيلة لدمجهم في الدولة الجديدة. لكن الكتائب المدججة بالسلاح متحالفة مع فصائل سياسة متنافسة وكثيرا ما يدينون بالولاء لمناطقهم وقادتهم المحليين أكثر من الحكومة المركزية. وزادت معارك منفصلة في مدينة "بنغازي" بشرق البلاد من تعقيد الوضع الأمني في ليبيا خاصة بعد أن طرد تحالف من المتشددين الإسلاميين والمقاتلين السابقين الجيش من المدينة.