اقترح المخرج المسرحي "محمد شرشال"، الأحد، وصفة بعشرة أدوية لعلاج علل الفن الرابع في الجزائر، ورافع شرشال لاعتماد مقاييس وحزمة إجراءات صارمة، حتى يتمكن المسرح الجزائري من الارتقاء، ويتم الارتفاع بمسارح الدولة، بعيدا عما "يشهده الميدان من تجاوزات وممارسات مسّت صلب العروض المنتجة"، مثلما قال. في مساهمة نوعية بعد أقل من أسبوع على ما انتاب اختتام المهرجان الوطني التاسع للمسرح المحترف، طرح صاحب "الملك يتماوت" خطة من عشرة محاور لإخراج أب الفنون في الجزائر من عنق الزجاجة. وفي وثيقة ينشرها "الشروق أون لاين"، وضع شرشال على رأس اللائحة ما سماه "حتمية وضع مقاييس تحدّد المستوى، والرصيد المعرفي والفني لجمهور المخرجين، مع اشتراط أن يكون من يمارس مهنة الإخراج، ممتلكا لشهادات عليا في الاختصاص، مع فتح الباب للمخرجين العصاميين، شريطة أن تكون لهم سير ذاتية مقنعة". وشدّد خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، على "وجوب خضوع النصوص إلى لجنة قراءة مختصة يشهد لها بكفاءة أعضاءها، ويخضعون هم أيضا لمقاييس علمية في الاختيار (مخرجين متمرسين، كتّاب مشهود لهم بالإتقان، ممثلين لهم تجربة واسعة وماضي مشرّف في ميدانهم إلخ)". كما ركّز شرشال على أن "يختار المخرج باعتباره المسؤول الأول فريقه الفني (الممثلين والمتعاونين الفنيين) بكل حريٌة، وألا تمارس ضده مضايقات إدارية تحدّ من إبداعه، كفرض الممثلين والمتعاونين الفنيين"، مبرزا "ضرورة تقديم المخرج المعني ملفا كاملا ومفصلا عن العمل بما فيها معالجته الإخراجية، مع التزام الإدارة بعد إقرارها أي مشروع، بتوفير كل الوسائل المطلوبة في سبيل إنجاز العمل، بشريٌة كانت أو ماديٌة". وفي مقام موصول، ألّح شرشال على "إعلان القطيعة مع الممارسات القديمة في الإنتاج، كالتعامل بالمحسوبية، أو الاعتماد على ما يشبه مخرجي المناسبة أو مخرجي الأقدمية"، على حد ما ورد في وثيقته، واتكأ شرشال على حساسية "أن تكون الكفاءة هي المقياس في اختيار فريق العمل، ابتداءً من المتعاونين الفنيين، الممثلين، الكاتب والمخرج وإنتهاءً بالفريق التقني بكل لواحقه". وتصوّر شرشال بأهمية "عدم السماح لأي مخرج بإنجاز أكثر من عملين في السنة، وذلك في كل مسارح الدولة (مع اقتراح رفع أجرة المخرج ومعاونيه خلافا لما هو سائد حاليا)"، كما وضع كاتب حوار السلسلة الشهيرة "جمعي فاميلي" الإصبع على الجرح، بتشديده على "إلزامية إعادة الدولة الاعتبار لمهنة النقاد المسرحيين، وأن توفٌر لهؤلاء ظروف مزاولة تخصصهم، وأن تقوم بحمايتهم". وانتهى شرشال إلى دعوة "الجرائد التي تغطي الفعل المسرحي، إلى الاهتمام برفع مستوى صحفييها، وألا تترك مجال النقد للمبتدئين، ولأولئك الذين لا يملكون أدنى أدوات فهم الخطاب المسرحي"، معتبرا أنّ "أغلب الذين يكتبون عن المسرح انطباعيون، ولا تزيد كتاباتهم عن مجرد آراء ذاتية خالية من كل موضوعية"، على حد توصيفه. وفتح شرشال المجال أمام الناشطات والناشطين، للإدلاء بدلوهم إثراءً وتعديلاً ونقاشًا، حتى يتم إنضاج لائحة تُرفع إلى وزيرة الثقافة، محدّدا الهدف الأسمى في العبور إلى "نهضة مسرحية شاملة".