كرّر المخرج والكاتب المسرحي محمد شرشال شكواه من الإقصاء، الذي يقول أنّه يتعرض له من طرف القائمين على الشؤون الثقافية وهذا في برنامج "موعد مع الكلمة" أوّل أمس بقاعة "الأطلس". وأضاف شرشال أنّ المسرح الوطني الجزائري، رهين الرداءة بيد أن المسرح الحر رهين قلة بل انعدام الفضاءات الثقافية والدعم المالي، معتبرا أنّ إقصاءه إرادي وذو دوافع شخصية، بالمقابل أكّد أنّ الخطاب المسرحي الإيديولوجي الذي كان يتبعه المسرح الوطني الجزائري، قد ولى وأنه آن الأوان، لأن يتحوّل إلى خطاب جمالي. وفي هذا السياق، طالب المتحدّث بضرورة أن يقود المحترفون المسرح وليس الهواة، مثلما يحدث في المسرح الوطني الجزائري، مشيرا إلى أنّ الفن الرابع لا يتطلّب الولوج إليه وساطة أو شيئا من هذا القبيل، متسائلا عن غياب "إرادة" تخدم الثقافة المحلية وتعيد لها بريقها، بحيث أصبحت المشاركات الجزائرية في المهرجانات المسرحية الدولية غير ذات قيمة بعدما كانت تحظى بالجوائز سابقا. وأشار المتحدث، إلى الحالة السيئة للمعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، موضحا أنّه تم ّتكوين أربعين ناقدا كلّهم لا يقومون بمهامهم لاستحالة ذلك، حتى الشاب المتخرّج من المعهد لا يستطيع أن يعمل لغياب الأدوات اللازمة فيجد نفسه ضائعا، كما أضاف أنّ المسرح الحر يعاني من قلة الفضاءات بل من انعدامها وهو ما يعاني منه منذ أن أسّس فرقته "الصرخة" لخميس مليانة. وقال شرشال أنّه رغم كل الصعوبات لا يتوقّف عن العمل وإلا ّلتدنى مستواه وهكذا شارك في كتابة حلقات الجزء الأول والثاني لمسلسل "جمعي فميلي"، كما قام أيضا بالمشاركة في مشروع قناة " خاصة" بعنوان "توب سكاتش" حول اكتشاف المواهب في الفكاهة. وفي هذا الصدد، قال شرشال أنه تم اختيار 255 فكاهيا من كلّ أنحاء الجزائر، حيث تم تنظيم جولة فنية لمعاينة المواهب عن قرب وشارك في هذا الحدث، فكاهيون من مختلف الأعمار وتم انتقاء 63 مشاركا سيشاركون في التصفيات ومن ثم يتم اختيار 16 منهم سيقومون بعروض فكاهية متنوعة أمام جمهور حقيقي وعلى المباشر في ما يسمى"البرايم"، أمّا عن لجنة تحكيم هذه المسابقة فتتكون من فتيحة سلطان وفضيلة حشماوي و عيسى شريط ونضال وحكيم دكار. وعاد شرشال إلى بداياته في عالم الفن الرابع، حيث قال أنه كان مولعا بالذهاب إلى دور الشباب والمرافق الثقافية في طفولته وهناك احتّك بالعديد من الفنون ليكون المسرح حبه الكبير، فقام بتأسيس جمعية "محفوظ طواهري" أو "الصرخة" التي شارك معها في المهرجان الأورومتوسطي لمستغانم وفاز فيه بالجائزة الكبرى. واعتبر شرشال أنّ بداياته كانت مع طابع القوال وما شابهه تأثّرا بعمل كاكي وعلولة، ليكتشف في الأخير وجود مسرح له قواعد فيستقيل من عمله وينخرط في المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري وهو في عمر 38 سنة ويتخرج كمخرج مسرحي في عمر 43 ومن ثم قدّم العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت نجاحا جماهيريا.