اتهم الكاتب والمخرج المسرحي والتلفزيوني محمد شرشال، خليدة تومي وزيرة الثقافة بتهميشه مؤكدا: "أقولها وقلتها سابقا عبر وسائل الإعلام، وزيرة الثقافة أعطت تعليمة بتهميشي ومنعي من المؤسسات العمومية، وأنا أملك الدليل على قولي...أرسلت لها اتهاما بالموضوع ولم ترد عليه وسكوتها يؤكد صحة ما أقول". أكد شرشال رفضه للأوضاع الراهنة على مستوى الحقل الثقافي، معلنا عزمه على عدم السكوت عما يحدث، حيث قال خلال الجلسة التي جمعته أمس الأول، بمجموعة من الإعلاميين والمهتمين بالمجال المسرحي، عبر فضاء "موعد مع الكلمة" بقاعة الأطلس في باب الواد، أنه لن يلتزم الصمت ويتغاضى عن التجاوزات: "كلامنا الصريح أدى إلى تهميشنا فنحن لا نجامل ولا ننافق لتزييف الحقائق"، وأضاف المتحدث أن المؤسسات التابعة للوزارة لم تعد تطلبه، مشيرا إلى أنها"تُحكم قبضتها على الأوضاع بما فيها المسرح الحر باعتبارها تملك المكان والمال". ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن المسرح يعيش حاليا أسوأ مرحلة منذ وجوده: "تمكّن المتطفلون على المهنة من جعلها وسيلة للكسب والاسترزاق على حساب الاحترافية والجمهور... الساحة الثقافية تتماوت"، وأرجع السبب في ذلك إلى "تكريس ثقافة الواجهة، واتخاذ المهرجاناتية كثوب يخفي عيوب الساحة ويبعدنا عن الواقع"، واستطرد شرشال بقوله: "رغم كل الأوضاع سأعمل جاهدا ولن أتوقف عن الإبداع والإنتاج في ظل الظلم والتهميش فالأوضاع لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه خاصة وأن الجيل الحالي ليس ساذجا وبإمكانه التمييز بين الأمور وفرز الرديء منها والجيد..كما أنني متفائل ومتأكد أن الأيام المقبلة ستكشف الستار وتبشر بتحسن الأوضاع". وفي حديثه عن راهن الفضاء الركحي، أكد أن الهواة يتواجدون في الطليعة، بينما يبقى المحترفون في المؤخرة دائما، وقال أن الإنتاج المسرحي لا يعتمد على المال والوسائل المادية فحسب وإنما الأساس يكمن في توفير ممثلين أكفاء متمكنين لا ممثلين "استعراضيين" لأن من يملكون تكوينا سطحيا لا يمكنهم تقديم أعمال محترفة حسب قوله. وأضاف شرشال قائلا: "هناك لوبيات مستحوذة على المسرح الوطني تعمل على إبعادي لأنني أختلف معها في الخطاب، كما أن الانفتاح السياسي لم ينفتح على المسرح بدليل تعرض العديد من الكتاب والمخرجين للتهميش فهناك فيروس خطير دخل بين العلاقات الاحترافية بغية تشويهها". ولفت المتحدث إلى أن الجانب المادي قضى على روح الإبداع :"في السابق لم تكن الإمكانيات المادية متاحة، ورغم دلك أنتجت مسرحا محترفا لأن الناس آنذاك كانوا يحبون المهنة ويسعون للإبداع فيها، بينما حاليا نجد أن الإمكانيات المادية متوفرة إلا أنها نقمة على المسرح لأنها أدخلت من يسعون لكسب المال واستعملوا المسرح كبورصة للتجارة والكسب لا أكثر" وأضاف المتحدث أن الحسابات المادية أو"البزنسة" - كما سماها- طغت على المسرح وقضت على الاحترافية، "والدليل أن الجزائر كانت تشارك في أكبر المهرجانات الدولية وكانت الفرق المشاركة تفتك الجوائز في كل مرة تثري من خلالها الرصيد الوطني، لكن حاليا ومنذ حوالي 15 سنة لم تعد الفرق الوطنية مؤهلة للخوض والمنافسة في هذه المهرجانات والقلة القليلة المشاركة تعكس الصورة السلبية "، كما كشف المتحدث عن طبيعة التكوين المسرحي وقال إن التكوين مشلول في بلادنا وأن المعهد يتخبط في مشاكل عديدة على المسؤلين معالجتها. من جهة أخرى تحدث عن كتابة السيناريو وأكد قائلا: "نعاني مشكل سيناريو، هناك العديد من كتاب السيناريو يمكن أن نقول أنهم يتكلمون على الورق لا يكتبون على الورق "، مشيرا أنه يعتبر الكتابة حرفة وممارسة، وأنه ضد فكرة أنها إلهام وفطرة، وقال أنه لا توجد معاهد متخصصة فيما يخص كتابة السيناريو، لذلك العملية تتمخض مع الوقت وبالتجربة، مشيرا إلى تجربته في السلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" التي أفادته كثيرا في مجال كتابة السيناريو خاصة وأنه تعامل مع العديد من كتاب آخرين. وعل صعيد آخر، تحدث شرشال عن الخلاف الذي نشأ بينه وبين المخرج جعفر قاسم، وقال إنه مجرد سوء تفاهم مهني لم يكن له أي تأثير على علاقتهما، حيث أبدى استعداده للترحيب بأي عمل يجمعه مع جعفر قاسم وأضاف: "وسائل الإعلام ضخمت المسألة وحولت سوء التفاهم الذي حدث بيننا إلى قضية"، وعن أعماله الجديدة، كشف المتحدث عن تحضيره لمشروع جديد، حيث يشرف ويعد حصة تحمل عنوان"توب سكاتش" تتنافس من خلالها العديد من المواهب الكوميدية التي أتت من كامل ربوع الوطن، وقال إن العمل تخطى مرحلته الأولى فيما يخص الكاستينغ، وهو بصدد تصوير الكاستينغ النهائي حتى يدخل الفائزون ال16 إلى مرحلة البرايم، وعن لجنة التحكيم قال أنها تتكون من خمس أعضاء هم فضيلة حشماوي، فتيحة سلطان، نضال، عيسى شريط، وحكيم دكار، كما كشف أنه بصدد التحضير لمسلسل جديد يحمل عنوان"أكبادنا" مازال العرض قائما حول تولي إنتاجه بين نسمة أو التلفزيون الجزائري. للإشارة، يعد محمد شرشال الكاتب والمخرج المسرحي والتلفزيوني، خريج معهد الفنون الدرامية أسس جمعية "محمود طواهري" بمليانة سنة 1990 وهي تنشط منذ حوالي 22 سنة.