يعقد في السابع عشر من سبتمبر، بالعاصمة الاسبانية مدريد مؤتمرا دوليا حول ""تحديات الاستقرار والتنمية في ليبيا وشمال إفريقيا".. تشارك في فعاليات هذا المؤتمر الدول المحيطة بليبيا من مختلف الجهات حتى من الضفة الشمالية للمتوسط على اعتبار أن الوضع المتفجر في ليبيا يهدد جميع هذه الدول أي الجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والسودان والتشاد والنيجر واسبانيا وفرنسا والبرتغال وايطاليا ومالطا واليونان وقبرص، إلى جانب ليبيا طبعا موضوع الاجتماع.. كما يحضر المؤتمر ممثلون عن منظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط .ومن المرتقب أن يلتقي اليوم بمدريد كبار الموظفين في هذه البلدان في اجتماع تحضيري للمؤتمر المزمع يوم الأربعاء السابع عشر سبتمبر المؤتمر حسب منظميه يعبر عن " انشغال دول الجوار ودول المنطقة بالتحديات الأمنية والاقتصادية في ليبيا وتداعياتها المباشرة على الاستقرار والتنمية في دول الجوار والمنطقة عموما".. وتأتي هذه المبادرة السياسية السلمية لتسابق مساع فرنسية جسدتها زيارة قائد أركان الجيوش الفرنسية الجنرال دوفليي للجزائر أيام السبت والأحد والاثنين الماضيين لإقناع الجزائر ومن ورائها دول الجوار بضرورة الحل بالحرب في ليبيا عن طريق تدخل عسكري مباشر لم تظهر تفاصيله لحد الآن، والدور الذي سيقوم به كل طرف.. مشاركة الجزائر في هذا الاجتماع إلى جانب دول الجوار الأخرى في الضفة الجنوبية للمتوسط يؤكد جنوحها إلى السلم وتفضيل "الحل السياسي السلمي للأزمة في ليبيا وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الجريح.. وقد سبق هذه الاجتماع العام أربعة اجتماعات وزارية تمهيدية احتضنتها كل من الجزائر وغينيا الاستوائية والحمامات والقاهرة، أكدت كلها على الطابع السلمي لأية مبادرة لحل الأزمة بين الفرقاء الليبيين، وخلصت إلى ضرورة " مساهمة هذه الدول في إيجاد حل سياسي للازمة في ليبيا في إطار من التوافق الوطني بين كافة الأطراف الليبية، مركزة على دورها المحوري وأهميته في الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق ذلك". والإشارة هنا تبدو واضحة إلى ضرورة قطع الطريق أمام محاولات التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والحيلولة دون تتويج جهود أوروبية لإخضاع ليبيا للسلاح الغربي.. الأزمة الليبية عرفت تصعيدا كبيرا وانفلاتا في الوضع بعد أن انقسم الفرقاء الليبيون إلى فسطاطين فسطاط طبرق، وفسطاك طرابلس ولكل برلمانه ولكل حكومته ومليشياته، وحلفاؤه الدوليون أيضا، مما وضع ليبيا على شفى جرف هار يهدد بانهيارها في أتون حرب أهلية تأتي على ما تبقى من أخضر ويابس في ليبيا، ويجعل البلاد عرضة لتدخل أجنبي لنصرة طرف على آخر يعمق الجراح ويكرس الانقسام ويجذر الأحقاد ويؤسس لأزمة مستدامة في البلاد. مؤتمر مدريد هو فرصة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ليبيا وجمع الفرقاء على طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي تفاوضي وتوافقي يخرج البلاد من أزمتها بأقل الخسائر ويؤسس لتعايش سلمي بين الإخوة الأعداء في بلاد عمر المختار، وينقذ الثورة من مخاطر الفوضى ومحاولات التعفين التي تسعى إلى إفساد الوضع في ليبيا ما بعد القذافي..