قررت اللجنة الأمنية لولاية بومرداس تشديد الإجراءات الأمنية، الخاصة بمكافحة مهربي الرمال عبر شواطئ الولاية، حيث تم في هذا الإطار، تعيين قاض مختص في معالجة هذه القضايا على مستوى كل المحاكم في بومرداس. شددت قوات الدرك الوطني بولاية بومرداس، الخناق على جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى الشواطئ، على طول الشريط الساحلي للولاية، في خطوة تهدف إلى محاصرة ومطاردة بارونات نهب الرمال من خلال عمليات مداهمة مباغتة للشواطئ ليلا ونهارا. كما قررت اللجنة الأمنية، في لقاء عقدته مؤخرا، ترأسه والي ولاية بومرداس وبحضور النائب العام لمجلس القضاء، اتخاذ إجراءات الحجز النهائي لكل شاحنة تضبط متلبسة بنهب أو تهريب الرمال مع تشديد المراقبة على الشواطئ وجميع المنافذ المؤدية إلى الشواطئ وتكثيف الدوريات المتنقلة لفرق الدرك الوطني في المناطق المستهدفة من طرف مهربي الرمال. وقد تمكنت مصالح الدرك خلال عمليات مطاردة ومداهمات واسعة، من توقيف 88 مهربا، أودع 55 منهم الحبس الاحتياطي، وتمت إحالتهم على العدالة بولاية بومرداس، وتمت في هذا الإطار معالجة 77 قضية تهريب للرمال خلال نفس السنة سمحت بحجز 78 شاحنة للتهريب واسترجاع 35 ألف و628 متر مكعب من الرمال المسروقة. وحسب حصيلة لقيادة الدرك الوطني بالولاية، فإن ثماني شواطئ بولاية بومرداس تتعرض لنهب رمالها، ووصل استنزافها إلى حد تعريتها من الرمال، لتصبح غير صالحة للاصطياف تماما، وإصلاحها يتطلب عدة سنوات من أجل تعويض الرمال المسروقة منها، ولا تقتصر عمليات النهب على الشواطئ فحسب، بل امتد نشاط المهربين إلى أحواض وادي سيباو ووادي يسر اللذين يعبران ولاية بومرداس، حيث تسحب جرافات المهربين يوميا كميات هائلة من الرمال المتراكمة على ضفاف الواديين، ما يتسبب في تغيير مجرى المياه في الواديين، ومن ثم حدوث فيضانات تغمر كل المساحات الزراعية المحاذية للواديين، بسبب تراجع مستوى الرمال التي تشكل حاجزا أمام سيول المياه عندما يرتفع منسوبها. وبالرغم من الجهود المبذولة لتطويق هذه الظاهرة ما تزال مئات الشاحنات تنتقل يوميا في طريقها من وإلى الشواطئ وضفاف الوديان، محملة بآلاف الأطنان من الرمال التي يتم تسويقها للمقاولين، الأمر الذي بات يزعج السكان القاطنين بقرب الشواطئ الذين يعانون من ضجيج الشاحنات والجرافات التي يستعملها المهربون في نهب الرمال ونقلها، خاصة وأن المهربين يبدؤون عملية تجريف الرمال في حدود الساعة العاشرة ليلا، بعد التأكد من عدم وجود دوريات الدرك الوطني، ويستمرون كذلك إلى غاية الفجر، ليغادورا الشواطئ، سيما بشواطئ كاب جنات وزموري التي يفضلها المهربون لثرائها بالرمال.. وفي سياق آخر، ذكر نفس المصدر، بأن مصالح الدرك نفذت خلال سنة 2007 أزيد من 77 مداهمة شاركت فيها مختلف وحدات الدرك لمحاربة أوكار الجريمة بمختلف الأحياء المعروفة بتفشي الآفات في ولاية بومرداس، وتمكنت من خلال هذه العمليات من التعرف على 5010 شخص، أوقف منهم 45، فيما تم حجز 49 غراما من الكيف المعالج، إضافة إلى أسلحة بيضاء وسجائر محلية الصنع وسيارة مسروقة. جميلة بلقاسم