حاجز مراقبة للدرك الوطني ناهبو الرمال يتحركون بمناطق غير آمنة تحت "رعاية" جماعة "درودكال" تمكنت مصالح الدرك من الإطاحة بشبكة إجرامية مختصة في تهريب الرمال و خرق الحواجز الأمنية التابعة لمصالح الدرك شرق العاصمة تضم 8 أفراد، وتم في هذه القضية توقيف اثنين من بارونات تهريب الرمال الذين ينشطون تخت "رعاية" التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ويتحركون بحرية في أخطر المناطق ببومرداس. * * تعود وقائع هذه القضية التي عالجتها فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر الى قيام سائق سيارة من نوع ميقان باختراق حاجز أمني تابع لسرية أمن الطرقات بالرغاية شرق العاصمة في حدود الساعة الرابعة بعد منتصف الليل وكان مرفوقا بشاحنتين محملتين برمال البحر، ليتم إبلاغ دوريات الدرك القريبة التي قامت بملاحقة السيارة، حيث تم ضبط صاحبها تحت جسر وهو يتحدث في الهاتف النقال، وزعم أثناء التحقيق أنه قدم من ولاية تبسة وأنكر الأفعال المنسوبة إليه، ليخضع للتحقيق على مستوى فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر بتعليمة نيابية بعد أن وجهت له في وقت سابق تهمة عدم الإمتتثال لأوامر نظامية بالتوقف، حيث تم استغلال هاتفه النقال، خاصة الاتصالات الواردة، وتوصل المحققون الى أنه قضى الليلة بمنطقة زموري شرق ولاية بومرداس وكان على اتصال بنفس الأشخاص في مرات متكررة منهم سائقي شاحنات تهريب الرمال، ويقوم يوميا بالتنقل على محور رأس جنات، زموري، سي مصطفى وبودواو باتجاه العاصمة، ليتوصل المحققون الى أنه كان يقوم بإرشاد وتوجيه سائقي شاحنات التهريب المحملة برمال البحر إضافة الى فتح الطريق، كما انه متعود على خرق الحواجز الأمنية، حيث كان يرصد تحركات أفراد الدرك ويستغل أوقات تغيير أفراد الحاجز للتسلل. وتقوم العصابات الإجرامية المختصة في التهريب غالبا بتوظيف سائقين يملكون خبرة و"كاسكادور" للإفلات من المطاردات الأمنية، وقادت التحقيقات الى توقيف اثنين من كبار مهربي الرمال ويتعلق الأمر بالمدعو "ز.ي" وشريكه "ل.ن" الذين تم إيداعها الحبس من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة الرويبة، فيما تم وضع الستة الآخرين تحت الرقابة القضائية الى غاية النظر في القضية. * وأفادت مصادر تشتغل على هذا الملف ل"الشروق"، أن مهربي الرمال كانوا يتنقلون على محاور غير آمنة ويحرصون على تجنب الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة للإفلات من التفتيش، حيث يسلكون مسالك وعرة تشهد تحركات الجماعات الإرهابية، كما يقومون بتعبئة الشاحنات في مناطق متردية أمنيا أبرزها منطقة "واد سباو" الذي تتوسط بلديتي بغلية وسيدي داود وتعد منطقة نشاط ناهبي الرمال والجماعات الإرهابية، مما يؤكد مجددا التنسيق بين مافيا الرمال و الجماعة الإرهابية التي توفر الحماية وتقوم بتأمين المسالك لهؤلاء مقابل مبالغ مالية هامة يتم استثمارها في شراء المؤونة والمواد المتفجرة والتجنيد أيضا، وسبق لمصالح الأمن أن قامت بتفكيك العديد من شبكات تهريب الرمال توفر التمويل للتنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية"، وأفاد مصدر مسؤول في المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية بومرداس، أنه تم غلق 11 مرملة تنشط بصفة غير قانونية بواد سيباو وأشار تقرير يتعلق بمكافحة نهب الرمال بالولاية الى معالجة 73 قضية أسفرت عن توقيف 88 مهربا، كما تم حجز 78 مركبة تتمثل في شاحنات وسيارات وجرار واسترجاع 562.8 متر مكعب من الرمال، وتم منذ سنة 2007 ، تشديد الإجراءات الأمنية لمكافحة ظاهرة نهب الرمال. وقررت اللجنة الأمنية لولاية بومرداس الساحلية تشديد مراقبة الشواطئ وتعيين قاض في كل المحاكم مختص بتتبع مثل هذه القضايا واعتماد الحجز النهائي لكل شاحنة تضبط في إطار نهب الرمال وتشديد المراقبة والدوريات، خاصة بالمناطق التي تكثر فيها هذه الظاهرة، وكان النائب العام لدى مجلس قضاء بومرداس قد أكد في تصريح سابق ل"الشروق" نجاعة هذه الإجراءات التي أدت الى تراجع جرائم نهب الرمال.