قال متحدث باسم المقاتلين السوريين الأكراد اليوم إنهم تمكنوا من وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية شرقي مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) الواقعة شمال شرق محافظة حلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم لم يحرز أي تقدم في الساعات ال24 الماضية، ويشن التنظيم هجوما منذ الثلاثاء للسيطرة على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا. وأوضح ريدور خليل الناطق باسم وحدات الحماية الشعبية أن الاشتباكات بين الأكراد وتنظيم الدولة ما تزال مستمرة في غرب وجنوب عين العرب ولكنها بوتيرة أقل مقارنة بالمنطقة الشرقية، غير أنه تم ليلة أمس وقف تقدم التنظيم نحو المدينة التي تعد ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا. وأضاف خليل أن الجبهة الشرقية للمدينة تشهد أعنف قتال في الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة منذ الثلاثاء الماضي على المدينة الحدودية الإستراتيجية، ومن شأن سيطرة الدولة الإسلامية عليها أن تمكنها من التحكم في شريط طويل من الحدود السورية التركية. وثمة تضارب حول تقدير المكان التي وصل إليه مقاتلو التنظيم، إذ يقول ريدور خليل إنهم على بعد عشرين إلى ثلاثين كيلومترا من عين العرب، في حين يقدرها مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بنصف المسافة المذكورة.
الهجوم الثاني ويعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه للتنظيم الذي حاول من خلاله الاستيلاء على عين العرب منذ يونيو/حزيران الماضي، مستفيدا من سيطرته السريعة على مناطق واسعة شمالي العراق، ووضع يده على أسلحة أميركية كانت بحوزة الجيش العراقي، وقال خليل إن الهجوم السابق تم صده بفضل مساعدة المقاتلين الأكراد الذين عبروا من تركيا إلى سوريا. وحسب المتحدث ذاته، فإن المئات من الشبان الأكراد بتركيا عبروا إلى الأراضي السورية للمساهمة في صد الهجوم الحالي لتنظيم الدولة. وكان التنظيم استولى على أكثر من ستين قرية محيطة بمدينة عين العرب طيلة الأيام القليلة الماضية، مما أحدث هجرة جماعية للمدنيين الأكراد الذين تدفق أكثر من 130 ألفا منهم عبر الحدود إلى تركيا، وفق ما ذكر نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم، والذي توقع أن يرتفع عدد النازحين مع استمرار المعارك بين التنظيم والمقاتلين الأكراد. دعوة للتعبئة وفي سياق متصل، دعا حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا إلى محاربة "الجهاديين"، خاصة تنظيم الدولة في سوريا الذي يحاصر مدينة عين العرب، حسبما أوردت وكالة فرات القريبة من الأكراد، ودعا الحزب -في بيان- الشباب الأكراد في تركيا لمحاربة التنظيم وصد هجومهم على عين العرب. وناشد المسؤول في الحزب دورسون كلكان -في تصريح لإحدى قنوات التلفزيون البلجيكية- "كل الأكراد لتوحيد قواتهم" لمحاربة من وصفهم ب"متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية".