كشفت مصادر مقربّة من المستشفى المتخصص لطب العيون »بلزرق« في وهران، أن عددا كبيرا من المرضى المسجلين ضمن قائمة الخضوع لعمليات جراحية لزرع القرنية لازالوا منذ وقت بعيد في انتظار تحديد مواعيدهم من قبل الأطباء لإجراء العمليات الجراحية. حيث يشهد المستشفى ضغطا مستمرا للمرضى المقبلين عليه من مختلف الولايات الغربية باعتباره المركز الوحيد بالجهة المتخصص في طب العيون. وكشف المصدر نفسه أن المشكل يكمن في نقص القرنية التي يتم استيرادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتنسيق مع معهد باستور بالعاصمة لإجراء التحاليل ومعاينة القرنية، علما أن ثمن الواحدة منها يقدر ب17 مليون سنتيم. وفي ذات السياق، فقد أجريت، خلال السنة الفارطة، 70 عملية زرع على مستوى ذات المستشفى، كما ينتظر أن يتم القيام ب100 عملية جراحية لزرع القرنية في غضون السنة الجارية وذلك لتخفيف الضغط والإسراع في تخليص المرضى من مشاكلهم الصحية على مستوى العين، خاصة وأن الفئة الأكثر تضررا والتي تعاني من أمراض في القرنية هي تلك التي تتراوح أعمارها بين ال50 إلى 65 سنة، إذ يلعب التقدم في السن دورا مهما في التأثير على سلامة هذا العضو الحساس. من جهة أخرى، فقد تم توسيع نطاق إجراء عمليات الزرع بولايات أخرى من الوطن منها البليدة وقسنطينة بعد أن كانت حكرا على العاصمة ووهران فقط وهو الأمر الذي كان يفرض على المرضى تحمّل عناء التنقل والانتظار لمدة أطول بغية الحصول على موعد لإجراء الفحص والخضوع لعملية جراحية دقيقة على مستوى العين تستغرق مدتها حوالي 20 دقيقة، بينما حدد ثمن هذه العمليات ب17 مليون سنتيم وهو نفسه ثمن استيراد القرنية من الخارج ومن دون أن يدفع المريض تكلفة الطاقم الطبي المشرف على العملية، حسب ما أكّده المصدر. جدير بالذكر، أنّ المشكل الحقيقي الذي يحول دون تكثيف عمليات زرع القرنية يعود بالدرجة الأولى إلى غياب ثقافة التبرع بهذه الأعضاء التي يبقى الطلب عليها متواصلا. علما أن استيرادها من الخارج بات يكلّف أموالا طائلة، ناهيك عن عدم القدرة على توفيرها لكل المرضى، وهو ما يزيد من طول مدة إجراء العمليّة. كمال يعقيل