لايزال العديد من المرضى المسجلين ضمن قائمة الخضوع لعمليات جراحية لزرع القرنية منذ شهور عديدة ينتظرون تحديد مواعيدهم من قبل الأطباء العاملين بالمستشفى المتخصص في طب العيون "بلزرق" لإجراء العمليات الجراحية; جاء هذا في الوقت الذي لا يتحمل فيه المستشفى استيعاب عدد المرضى الهائل الوافدين إليه المقبلين عليه من ال 16 ولاية غربية مجاورة باعتباره المركز الوحيد بالجهة المتخصص في طب العيون حسب ما كشفت عنه مصادر مقربّة من المستشفى ذاته. من جهته فقدكشف المصدر الذي أورد الخبر أن المشكل يكمن في نقص القرنية التي يتم استيرادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتنسيق مع معهد باستور بالعاصمة لإجراء التحاليل ومعاينة القرنية بعد جلبها من الخارج، بأثمان جد باهظة حيث يبلغ ثمن الواحدة منها ب17 مليون سنتيم. وفي الجانب ذاته فقد تم خلال السنة المنقضية إجراء أزيد من 85 عملية زرع على مستوى المستشفى، فيما بلغ عدد العمليات الجراحية المجراة خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية ب 120 عملية جراحية أغلبها كانت ناجحة كما يترقب أن يتم القيام ب 421 عملية جراحية أخرى لزرع القرنية في غضون الثلاثة أشهر القادمة و هو عدد الملفات الطبية التي ينتظر أصحابها تاريخ إجراء العمليات الجراحية التي ستجنبهم مشاكل الرؤية التي يعانون منها حيث جاء هدا لتخفيف الضغط والإسراع في تخليص المرضى من مشاكلهم الصحية على مستوى العين، مع الإشارة أن الفئة الأكثر تضررا والتي تعاني من أمراض في القرنية هي تلك التي تتراوح أعمارها بين ال50 إلى 70 سنة إذ يلعب التقدم في السن دورا مهما في التأثير على سلامة هذا العضو الحساس. من جهة أخرى فقد أضافت مصادر مقربة بأنه تم توسيع نطاق إجراء عمليات الزرع بولايات أخرى من الوطن منها "البليدة وقسنطينة" بعد أن كانت حكرا على العاصمة ووهران فقط وهو الأمر الذي كان يفرض على المرضى تحمّل عناء التنقل والانتظار لمدة أطول بغية الحصول على موعد لإجراء الفحص والخضوع لعملية جراحية دقيقة على مستوى العين تستغرق مدتها حوالي 20 دقيقة. بينما حدد ثمن هذه العمليات ب17 مليون سنتيم كما دكرنا آنفا وهو نفسه ثمن استيراد القرنية من الخارج ومن دون أن يدفع المريض تكلفة الطاقم الطبي المشرف على العملية حسب ما أكّده المصدر. من جهة أخرى فإن المشكل الحقيقي الذي يحول دون تكثيف عمليات زرع القرنية يعود بالدرجة الأولى إلى غياب ثقافة التبرع بهذه الأعضاء التي يبقى الطلب عليها متواصلا، علما أن استيرادها من الخارج بات يكلّف مبالغ مالية جد باهظة ناهيك عن عدم القدرة على توفيرها لكل المرضى، وهو ما يزيد من طوال مدة إجراء العمليّة. جدير بالذكر أن العيادات الخاصة تجري زوع العملية الواحدة ب 4 مليون سنتيم وما هو بات يهدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية خاصة منهم محدودي الدخل .