قال الحاكم البحري لمنطقة تولون الفرنسية، إن تعامل البحرية الفرنسية مع قضية المهاجرين غير الشرعيين هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، معبرا عن مدى الحزن الذي ينتابه عندما يتعلق الأمر باصطياد جثث الضحايا الذين يلقون بأنفسهم في البحر لبلوغ ضفة المتوسط الأخرى. وأكد مساعد أميرال جون تاندونين المسؤول السام في البحرية الفرنسية، أمس، للصحافة، على ظهر السفينة الحربية الفرنسية، "القائد بيرو"، أنه لمس إرادة كبيرة من جانب البحرية الجزائرية في التزود بأحدث الوسائل وعتاد المراقبة لمراقبة حركة السفن وضمان الأمن في المنطقة، خاصة مراقبة التحرك المشبوه لسفن تجار المخدرات وحركة المهاجرين غير الشرعيين، علما أن هؤلاء أصبحوا يستعملون زوارق صغيرة للوصول إلى شواطئ جنوب أوربا، بما يعرض أغلبهم لخطر الموت. وعن المهمة التي قدمت من أجلها السفينة الفرنسية للسواحل الجزائرية، من 15 جانفي إلى 2 فيفري، يوم مغادرتها، أكد أنها كانت ناجحة وتدخل في إطار التعاون المستمر والتمارين المشتركة التي بدأت بين البحريتين الجزائرية والفرنسية، سنة 2005، وقد بيّنت تلك التمارين توافقا في المستوى بينهما، وقد تعلقت التمارين بميادين الأمن، المراقبة والبيئة. وألح نفس المسؤول على أهمية التعاون بين البحريتين، حتى خارج التمارين، وذلك في إطار التعاون المتوسطي 5+5، وقد سبق للسفينة الجزائرية الرايس قورصو، أن زارت فرنسا السنة الماضية من أجل تمارين مماثلة. وتضمنت التمارين التي أجرتها الفرقاطة الفرنسية مع البحرية الجزائرية عملا على الرصيف ومع الطائرات، مراقبة السفن، كما جرت اختبارات في عرض المياه لتنسيق نظام الاتصالات بين البحريتين، حيث تحدث ربان السفينة "القائد بيرو"، القبطان جون باتيست سوبرييه، عن تمرين تعلق بتمثيل متابعة سفينة مخدرات قادمة من أمريكا الجنوبية، ومراقبة دخولها إلى عرض البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر أو مضيق جبل طارق، التمرين الذي كان جيدا بالنسبة للبحريتين. غنية قمراوي