انتقدت جمعية العلماء المسلمين ما قاله رئيس المكتبة الوطنية أمين الزاوي من أن الملتقى الدولي الذي ينطلق اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة حول الاجتهاد ورهانات التحديث في العالم العربي "سيكون بداية نقاش جاد لفتح باب الاجتهاد الذي ظل مغلقا منذ ثمانية قرون". وقال بيان للجمعية وقعه رئيسها الشيخ عبد الرحمان شيبان "استغربنا قوله، إذ أن الواقع أن الأمة الإسلامية قد استأنفت فتح باب الاجتهاد من بدايات القرن 19 على يد أئمة النهضة". وذكر منهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا، والإمام عبد الحميد بن باديس. وتنظم المكتبة الوطنية برعاية رئيس الجمهورية، اليوم وغدا، ملتقى الاجتهاد ورهانات التحديث في العالم العربي. وكان مدير المكتبة الوطنية قد ذهب بعيدا في التسويق للملتقى، عندما قال في تصريحات سابقة للصحافة منها ما نقلها موقع "الشروق أون لاين" أن الملتقى سيكون "بداية لإعادة الإسلام إلى العلماء بعد أن اختطفه الغوغاء منذ ثمانية قرون"، وهاجم الزاوي في اتصال سابق مع "الشروق أون لاين" من أسماهم "الطفيليين المتاجرين بالسياسة وبالإيديولوجية وبالفكر الإسلامي". وعاد شيبان بالزاوي الى الماضي وقال إن الجزائر منذ استقلالها "دأبت على العناية بالفكر الاجتهادي الديني"، ونظمت لذلك ملتقى خاصا بالاجتهاد العام 1983، بقسنطينة دام أسبوعا كاملا، وطبعت أشغاله في أربعة مجلدات. وفي العالم الاسلامي يقول شيبان يجتمع مجمع الفقه الاسلامي الدولي بجدة دوريا ويبدي رأيه في قضايا اجتهادية معاصرة، واستشهد رئيس جمعية العلماء بمجتهدين مسلمين كبار معاصرين منهم الغزالي والبوطي والقرضاوي ومحمد الطاهر بن عاشور من تونس ومولاي العربي العلوي من المغرب. وأوضح الزاوي من جهته أن الملتقى سيتناول بالاجتهاد قضايا أخرى غير الدين، مثل الفلسفة واللغة والفكر والتكنولوجيا، مشدّدا على ان النقاش سيكون علميا بحتا. وتم تقديم أسماء لمفكرين مسلمين جزائريين ومغاربة ومشارقة يحضرون الملتقى، منهم المفكر المغربي الشهير محمد عابد الجابري اللبناني الدكتور علي حرب، والدكتور سلامة يوسف سلامة أستاذ الفلسفة بجامعة دمشق، والفلسطيني أحمد البرقاوي الباحث والأستاذ في قسم الفلسفة بجامعة دمشق، ومدير دار الحديث الحسنية بالمغرب الأقصى الدكتور أحمد الخمليشي، والمفكر الجزائري الدكتور علي الكنز.