بعد غلق باب الاجتهاد لمدة ثمانية قرون، قال الدكتور أمين الزاوي في ندوة صحفية عقدها صباح أمس بالمكتبة الوطنية حول الملتقى الدولي "الاجتهاد ورهانات التحديث في العالم العربي" الذي تنطلق فعالياته صباح غد الثلاثاء وتتواصل لغاية ال28 من شهر فيفري الجاري أن هذا الملتقى بوابة مفتوحة على المسائل الدينية والفكرية والاجتماعية· وأكدّ الزاوي أن هذا الملتقى "يعدّ بادرة نفتح من خلالها باب الاجتهاد والحوار أمام العرب والمسلمين خصوصا وأننا نملك كل الامكانات الفكرية والعلمية نظرا لما يجدّ على الساحة العربية والإسلامية من مستجدات ومايعترضها من مشاكل ينبغي أن تجد لها حلولا في إطار هادئ وبيعد عن الانفعالات والغضب· وأضاف الزاوي في ندوته الصحفية أن هذا الملتقى ليس للآخرين الذين نتحاور معهم بل ايضا للجزائريين وأن هذا الملتقى جاء في وقت حساس نظرا لما يعرفه الفكر الاسلامي من هجوم على الاسلام والمسلمين سواء عبر الرسومات المسيئة للنبي صلى اللّه عليه وسلم او غيرها· ومن هذا الملتقى نحاول جمع العلماء المسلمين ونخرجهم من سكوتهم وذلك من خلال فتح حوار فكري بعيدا عن البكاء والغضب بل نعيده إلى الحوار الجاد مع خصومنا· وأضاف الزاوي أن هذا الملتقى سيناقش عدة قضايا من خلال 50 بحثا ثم اختيارها لهذا الموضوع الذي يشمل جميع المعارف الإسلامية من فكر ونقد وفلسفة وعلوم اجتماعية وسلوكية التي يحتاجها الفكر والمجتمع لأن الاسلام منتشر في العالم بأسره وليس منزويا في الجزيرة العربية أو الوطن العربي· وينظر الملتقى يضيف الزاوي في قضايا المسلمين الذين يعيشون في أنظمة غير إسلامية وعبر الثورة التكنولوجية كيف يتكيف هؤلاء ويتأقلمون مع الاخرين ويعيشون عصرهم، ومن هنا تبدأ بناء ثقافة الحوار مع الآخر، ولهذا أردنا أن يكون الملتقى ملتقى الصفوة من العلماء وليس ملتقى "الغاشي والغوغاء" وإنما هو ملتقى التفكير بهدوء دون مزايدات سياسية ولا إيديولوجية ودينية هو ملتقى للعلم في الأساس· وأكد الزاوي في هذه الندوة الصحفية ان الدعوات وجهت لكثير من العلماء والعاملين على هذا الحقل الفكري "الاجتهاد" من العالم العربي والإسلامي وأيضا خارجه حتى يتم من خلال هذا الملتقى رسم صورة واضحة لملتقيات أخرى ليس من الضروري أن تكون في ا لجزائر بل تشمل دول عربية واسلامية·