تباينت أسعار الأضاحي في البلاد العربية، وارتفعت بنسب متفاوتة في السعودية، ومصر وتونس، والكويت، واليمن تراوحت بين 20 و 150% بينما استقرت أسعارها في الأردن، وانخفضت في فلسطين. وتراجع الطلب علي الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها في أغلب الدول العربية، وارتفاع تكلفة المعيشة في ظل ثبات الدخول، بينما تذهب نسبة لا تتجاوز 60% من جلود هذه الأضاحي إلي صناعة الجلود، ويستخدم الباقي في المنازل. وأرتفعت أسعار الأضاحي في المملكة العربية السعودية بمعدل متوسطه 30% عن العام الماضي، ويتراوح اسعار الخراف مابين1500 إلى 2000 ريال سعودي (400 إلي 533 دولار) للخروف الواحد. وتتمتع المملكة العربية السعودية بطبيعة خاصة في عدد الأضاحي والجلود الناتجة عنها، لاستضافتها لموسم الحج سنويا، مما ينتج عنه ملايين الأضاحي والجلود. ووفقا لإحصائيات وزارة الحج السعودية بنهاية يوم أمس الإثنين، بلغ عدد الحجاج 1.34 مليون حاج. وكانت دراسة صادرة عن الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكة، قد توقعت أن تبلغ إيرادات موسم الحج للعام الجاري 1435 ه (2014)، نحو 31.73 مليار ريال (8.5 مليار دولار)، بنسبة زيادة 3% عن العام الماضي، بقيمة 834 مليون ريال. وارتفعت أسعار الأضاحي في مصر بنسبة تتراوح بين 20 و 30 % خلال الموسم الحالي بالمقارنة بالموسم الماضي، ويتراوح اسعار الخراف مابين 1500 جنيه إلي 3500 جنيه للخروف الواحد. وارتفاع أسعار الأضاحي في مصر، الذي أعقب تقنين الدعم الحكومي ورفعه عن بعض الخدمات وخاصة الطاقة، أدى إلي حالة من الكساد فى البيع والشراء بالمحافظات خاصة فى ظل ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية واللحوم ما دفع عددا كبيرا من الأهالى للاشتراك فى أضحية واحدة، بحسب تجار ماشية وخبراء اقتصاد للأناضول. وقفزت أسعار الأضاحي في الكويت، بنسبة تتراوح بين 70 و 150% خلال الموسم الحالي بالمقارنة بالموسم الماضي، ويتراوح اسعار الخراف ما بين60 إلى 180دينار (207 إلي623 دولار) وفقا لنوعها ومنشأها. وقال حمد العتيبي تاجر اغنام كويتي، لمراسل الأناضول، إن ارتفاع الطلب وراء ارتفاع أسعا الأضاحي، موضحا ان فترة ماقبل عيد الأضحى من كل عام تتكرر خلالها تلك الأزمة ، والحل الوحيد من وجهة نظر العتيبي هو زيادة حجم الاستيراد لسد النقص . وارتفعت أسعار الأضاحي في تونس، بنسبة 30% خلال الموسم الحالي بالمقارنة بالموسم الماضي، ويتراوح اسعار الخراف مابين550 دينار (حوالي 300 دولار) والكبير 830 دينار(حوالي 460 دولار)، بسبب تردي وضعف المقدرة الشرائية للتونسي والزيادة المتواصلة التي تقرها الحكومة من وقت للآخر وتراجع الدينار التونسي مقارنة بالدولار، وارتفاع تكلفة الأعلاف، وذلك بحسب الصادق الحلواني، رئيس غرفة القصابين التونسيين (التابعة لمنظمة الأعراف). وسجلت أسعار أضاحي العيد في اليمن هذا العام ارتفاعا ملحوظا عن الأعوام السابقة، بنسبة تتجاوز 40%، وهو ما يشكل عبئا إضافيا على الأسرة، بالإضافة لأعباء معيشية أخرى خاصة مع ارتفاع أسعار غالبية السلع وأجور النقل والمواصلات. وحسب أحد تجار الأغنام في عدن (جنوب اليمن) لمراسل الأناضول، يبلغ متوسط سعر الأضحية المحلية من الأغنام 35 ألف ريال (160دولار)، أما الأضاحي المستوردة من الصومال وأثيوبيا فيقدر سعر الواحدة منها ب(120 دولار) تقريبا. واستقرت أسعار الأضاحي في الأردن، وتراوحت أسعار الخراف ما بين 150 الى 170 دينار أردني للخروف الواحد المستورد وما بين 225 إلي 250 دينار للبلدي وهي نفس معدلات العام الماضي حتى الان، وذلك بحسب تصريحات تجار لمراسل الأناضول. بينما انخفضت أسعار الأضاحي في فلسطين، وأكدت وزارة الزراعة الفلسطينية، أن الاضاحي المتوفرة في اسواق قطاع غزة تواجه انخفاضا في اسعارها لهذا العام وارجأت السبب الى انخفاض اسعار الاعلاف عالميا وايضا صعوبة الوضع الاقتصادي محليا. وقال عبد الله لحلوح وكيل وزارة الزراعة في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، ، إن التوقعات تشير إلى تراجع أعداد الأضاحي إلي 140 ألف أضحية متوقعة خلال الموسم الجاري، موزعة بين الأغنام والإبل والعجول، مقارنة بنحو160 ألف أضحية العام الماضي. وتوقع الباحث الاقتصادي محمد قباجة، أن يكون موسم الأضاحي لهذا العام دون التوقعات، بسبب الأوضاع المادية السيئة للفلسطينيين، والتي تراجعت مع تراجع أرقام النمو الاقتصادية للعام الجاري، والتي تأثرت بفعل تعثر المفاوضات وحالة عدم اليقين السياسي. وأضاف قباجة لمراسل الأناضول، "الفلسطينيون منذ مطلع الربع الثاني وحتى اليوم يميلون أكثر إلى الادخار، لذا فإنني أرى بأن شراء المواطنين أضاحي تبلغ 250 - 300 دينار أردني، لن يكون ضمن خياراتهم المالية لهذا العام. وتحتفل 69 دولة وطائفة بأول أيام عيد الأضحى المبارك بعد غد السبت، فيما يبدأ العيد في 12 طائفة ودولة من بينها موريتانيا والمغرب، الأحد المقبل، بينما تحتفل به الهند وباكستان يوم الاثنين، حسب رصد أعده مراسلو وكالة الأناضول. وبالنسبة لجلود الأضاحي، قدر عضو لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة التجارية الصناعية محمد عيد، في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، حجم الجلود السنوية خلال موسم الحج الحالي فقط بنحو 7 مليون قطعة من الجلد. وقال رجل الأعمال المتخصص في صناعة الجلود باسم مؤمنة، أن مستقبل صناعة الجلود سيء جدا في السعودية نتيجة لعدم إهتمام الدولة بالصناعة. وأضاف مؤمنة، الذى يشغل عضوية لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة التجارية الصناعية، في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول اليوم الثلاثاء، أن صناعة الجلود في السعودية تعاني عدم وجود مدينة صناعية لها، كما اننا كرجال أعمال بالصناعة نطالب مرارا وتكارار بتوفير مدن صناعية لهذه الصناعة أو حتى أماكن لها في المدن الصناعية المتاحة حاليا، لكن دون جدوى، مطالبا الحكومة بتوفير أماكن للصناعة ونحن على إستعداد لدفع ملايين الريالات. وأوضح، أن 90% من مصانع الجلود في السعودية مهددة بالإغلاق نتيجة لشكاوي مؤسست البيئة والصحة منها. وأن هناك مصانع ضخمة في السعودية بمجال الجلود، بعضها ينتج 6 إلى 20 الف قطعة جلدية يوميا. وقال رئيس تجار المواد الغذائية في الاردن سامر جوابرة، إن مصانع الجلود والدباغة في الاردن ستقوم بشراء جلود الاضاحي قدر المستطاع للاستفادة منها في الصناعات الجلدية وهذا يتم من خلال المسالخ التي تقوم بعمليات ذبح الاضاحي. وأضاف جوابرة في اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، أنه رغم ذلك فان استفادة القطاع الصناعي من جلود الاضاحي متواضعة وتقتصر على ما تشتريه المصانع بينما غالبية الاضاحي تذبح في المنازل وفي اماكن خارج المسالخ. ويقدر انفاق الاردنيين على الاضاحي باكثر من 65 مليون دولار سنويا . وقال مدير عام الصناعات الجلدية الفلسطينية طارق أبو الفيلات، إن نسبة كبيرة من الجلود تستخدم كمدخلات إنتاج في الصناعات الجلدية كالملابس والأحذية وبعض أنواع الحقائب. وأضاف أبو الفيلات لمراسل الأناضول، أن هناك نسبة من الجلود لا تصل إلينا، لأن أصحاب الأضاحي يقومون باستخدام الجلود، ك بساط أرضي، وبعضهم يقوم برميها، لعدم معرفتهم بإمكانية استغلالها من قبل مؤسسات أخرى، مشيرا إلي أن ما يصل للصناعات الجلدية يصل إلي 100 ألف من جلود الأضاحي سنوياً، وهو عدد غير كبير مقارنة مع الدول المجاورة الأخرى.