مع بداية انطلاق النسخة الخامسة من ستار أكاديمي، بدأت الأوساط الإعلامية والشبابية الاستعداد لمواكبة هذا الحدث التلفزيوني الذي أحدث ثورة برامجية جديدة في الوطن العربي، وهي تخص تلفزيون الواقع وتأثير هذه النوعية من البرامج على الفن العربي من خلال أبرز الأسماء التي تخرجت فيها ومدى قدرتها على تحقيق النجومية. والسؤال هل أفرز ستار أكاديمي نجوما أم أنه برنامج يبحث عن الربح فقط، ويعتبر المطرب محمد عطية أشهر من قدمهم برنامج ستار أكاديمي، عطية اعترف في البداية أنه استفاد من مشاركته في ستار أكاديمي لأنه اختصر عليه مسافات طويلة، وأضاف أن البرنامج كتب شهادة نجوميته، واعتبر برامج المسابقات واكتشاف المواهب من الدعائم الرئيسة للفن العربي، لكن محمد عطية أثبت أنه فشل فنيا بعد تجارب عديدة في الغناء والتمثل وتفرقعت نجوميته بعد أول ألبوم طرحه في سوق الكاسيت. أما حلمي بكر، الملحن الشهير، فإنه يرى أن الموهبة هي أساس الاستمرارية و تعاطف الجمهور في البداية مع المتسابقين حسب جنسياتهم وأشكالهم، وهذا تعاطف مؤقت سرعان ما يزول بمجرد دخول الفائزين صراع التنافس، وهناك أمثلة كثيرة تدل على أن أغلب من تخرج من هذه المسابقات تاه في طريق النسيان، وأستطيع أن أؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه البرامج هو تحقيق الربح بغض النظر عن الوسيلة، ومع الأسف نجاح معظمها يقاس بعدد الرسائل SMS وتصويت الجمهور لها وليس بقيمة الفن الذي يشاهده هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن المال والنجومية، وبالرغم من أن هناك من يصفني بعاشق النقد فإن ذلك لم يجعلني أتراجع، فكيف أرى الحال يتردى وأسكت؟ وأريد من المتحمسين لهذه البرامج أن يعطوني مثالا واحدا لموهبة حقيقية تخرجت فيها واستطاعت أن تحدث تأثيرا إيجابيا في ذوق ووجدان الجماهير العربية. أما الفنانة وردة فهي من المتحمسين لبرامج المسابقات الغنائية حيث تقول "تابعت برنامج المسابقات الجزائرية »ألحان وشباب« ووجدت أنه قادر على تقديم أصوات حقيقية تدعم الغناء العربي، وأكثر ما حمسني لهذا البرنامح هو اعتماده على صوت المتسابقين وليس شكلهم الخارجي أو طريق ارتدائهم الملابس، ولم أندهش من وجود متسابقات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالنسبة للبحث عن الربح المادي فهذا حق أصيل للقائمين على البرنامج، لأنهم في حاجة إلى أمور مالية للإنفاق على المتسابقين وصقل مواهبهم". وتشير المطربة زيزي عادل، التي تخرت في برنامج »ستار أكاديمي« إلى أن المشاركة في هذه النوعية من البرامج تلفت فقط الأنظار إلى الشباب، ولكن تبقى الموهبة هي العامل الرئيسي لتحقيق النجاح، ولذلك أرى أن توفقي الحقيقي هو إعجاب الجمهور بألبومي، لأني أكدت من خلاله أن برنامج ستار أكاديمي لم يجاملني، ويعود الإقبال المتزايد من الشباب على المشاركة في هذه البرامج للتأثير البالغ الذي أحدثته المحطات الفضائية في عقولهم ومحاولتهم تغيير الواقع الذي يعيشون فيه فهم يرون أن الشهرة والنجومية والمال لا تأتي إلا من خلال البرامج التلفزيونية التي يتواصل معها الناس، كما أن البيئة التي نعيش فيها الآن أصبحت مادة خصبة لجذب الشباب إلى المتغيرات الجديدة بعد أن تغيرت المثل العليا، وهذا أمر في منتهى الخطورة، لأن الشباب سيتجاهلون العلم والثقافة ويتجهون إلى عالم جديد انعدمت فيه كل الضوابط الاجتماعية. سهيل. ب