قالت مصادر قضائية، إن محكمة مصرية عاقبت، السبت، محمد البلتاجي القيادي الكبير بجماعة الإخوان المسلمين بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً، بعد إدانته في قضية تتعلق بتعذيب محام خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011. واعتقل عدد كبير من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، التي حكمت مصر لفترة وجيزة وأحيلوا للمحاكمة بعد إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة العام الماضي، إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وأضافت المصادر، أن محكمة جنايات القاهرة عاقبت أيضاً الداعية صفوت حجازي المتحالف مع الإخوان وحازم فاروق عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة المنحل وهو الذراع السياسية للجماعة وكذلك أحمد منصور المذيع في قناة الجزيرة القطرية بالسجن المشدد 15 سنة. كما صدر حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات في نفس القضية، بحق كل من: المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض الأسبق؛ وأسامة ياسين الوزير السابق في حكومة مرسي؛ والبرلمانيين السابقين عمرو زكي ومحسن راضي. وترتبط القضية ببلاغ تقدم به محام، اتهم فيه المحكوم عليهم باحتجازه وتعذيبه في مقر إحدى شركات السياحة بمحيط ميدان التحرير وسط القاهرة، وهو معقل الاحتجاجات التي اندلعت يوم 25 يناير جانفي 2011، وانتهت بعد 18 يوماً حين أعلن مبارك تخليه عن السلطة. واستشهد بمقطع فيديو بث على موقع يوتيوب، يظهر فيه وهو شبه عار ويتعرض للتعذيب والاستجواب بسبب الاشتباه في تعاونه مع أجهزة الأمن ضد المحتجين. وأمرت المحكمة يوم السبت، أيضاً بإلزام جميع المتهمين بتعويض قدره مائة وواحد ألف جنيه (نحو 14 ألف دولار) على سبيل التعويض للمجني عليه. والحكم قابل للطعن أمام محكمة النقض. وسبق أن صدر أكثر من حكم بالسجن على البلتاجي وحجازي في قضايا تتصل باحتجاجات عنيفة اندلعت عقب عزل مرسي المنتمي للإخوان. وأثارت المحاكمات الجماعية لقيادات ومؤيدي الإخوان انتقادات واسعة من الغرب ومن منظمات حقوق الإنسان الدولية، لكن السلطات في مصر تقول إن القضاء مستقل وغير مسيس.