دافع رئيس جمعية فرنسا-الجزائر جان بيار شوفينيمان، أمس، بالجزائر عن صورة الإسلام، داعيا إلى عدم الخلط بين الإسلام والنزعة الاسلاماوية الراديكالية للجماعات الإرهابية المسلحة، ليعتبر بأن علاقات الصداقة العميقة بين فرنساوالجزائر لن تتأثر بعملية اغتيال الرعية الفرنسي "إيرفي غوردال". وأوضح جان بيار شوفينمان لدى استقباله من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، بأن علاقات الصداقة القائمة بين فرنساوالجزائر ستشهد مزيدا من التطور في عديد المجالات، على غرار الاقتصاد والثقافة والعمل المشترك لصالح إقرار السلم في العالم، وإفريقيا خاصة، مشيرا إلى أنه يجب الفصل تماما بين الإسلام كديانة، والإسلام الراديكالي الذي تتبناه الجماعات المسلحة. وبخصوص إفريقيا، أشار شوفينيمان إلى ضرورة ضمان الأمن وفق الأسس التي تشجع التنمية، معتبرا بأنه حتى تكون إفريقيا قارة المستقبل، يجب أن تتزود بدول أقوى، كما تطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، خلال استقباله لرئيس جمعية "فرنسا-الجزائر" جون بيارشوفنمان، بخصوص الاضطرابات التي تعرفها المنطقة بأن "الإرهاب يمثل عدوا مشتركا للبلدين"، مشددا على أن هذه الآفة لا علاقة لها بتعاليم الإسلام السمحة، وإنما برزت لظروف تاريخية واجتماعية بحتة. وأكد ولد خليفة بأن الجزائر تكافح هذه الظاهرة، وفي مقاربة متوازنة، وتدعو أيضا إلى مساعدة الدول الفقيرة في بناء تنمية اقتصادية خاصة بها، حتى لا تكون دولا حاضنة للإرهاب. وجدد ذات المتحدث موقف الجزائر الرافض للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، مشيرا للآثار السلبية للتدخل الأجنبي في كثير من البلدان، وأشاد في السياق ذاته بعلاقات التشاور والتعاون التي تجمع الجزائروفرنسا على أكثر من صعيد، معتبرا بأن الزيارات التي تبادلها أعلى المسؤولين في البلدين، قد سمحت بإعطاء هذه العلاقات بعدا استراتيجيا مهما، حيث دعا إلى تطويرها باستمرار، مع ضرورة مراعاة مختلف جوانب هذه العلاقات، سيما البعد الإنساني.