استلمت أمس بقاعة قرطبة في فندق المنصور ببغداد، القاصة الجزائرية زينة بورويسة جائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي الأدبي في فئة القصة القصيرة في طبعتها السابعة بعد احتلاها المرتبة الثانية عن قصتها (أوقفوا المزاد!) بعد القاصة العراقية إيمان راضي عبد الحسين عن قصتها (أرض حمراء). قالت زينة بورويسة الحاصلة على شهادة الماجستير من جامعة قسنطينة للشروق اليومي، أنها شاركت في المسابقة بقصة قصيرة تحت عنوان "أوقفوا المزاد!"، وهي قصة تتكون من 13 صفحة، حاولت من خلالها أن تلفت انتباه الدولة الجزائرية إلى إنقاذ الأدمغة الجزائرية من الخضوع لمزادات الدول الغربية من خلال توفير ميادين للبحث وامتيازات أخرى لا يجدها الباحث في بلده. وتضيف القاصة التي تحضر لشهادة الدكتوراه في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، أن القصة بطلتها باحثة جزائرية تسافر إلى باريس بفرنسا لاستكمال دراستها واستثمار خبراتها. وبعد 20 سنة من العيش والبحث في بيئة غير بيئتها، تصطدم بواقع لم تضعه في الحسبان وهو مستقبل أبنائها، فابنها يتأثر بالحضارة الأوروبية ويتنكر للدين الإسلامي والعادات الجزائرية، أما البنت فإنها تلوم أمها على خطئها الفادح في ترك الجزائر والسفر إلى أوروبا، ثم تقرر العودة إلى الجزائر لاستكمال دراستها الجامعية... وأمام تشتت العائلة، تجد الأم الباحثة نفسها أما خيارين: إما البقاء والاستمرار في معاناتها مع نقيضين نشأ عليهما ابنيها وإما العودة إلى الجزائر للحفاظ على ما تبقى من تفاصيل هويتها التي أضاعتها بين شوارع باريس. وقالت الأستاذة زينة التي تقطن ببلدية زغاية في ولاية ميلة وتمتهن تدريس اللغة العربية بمتوسطة عين البيضاء حريش بفرجيوة، أنها الجزائرية الوحيدة التي حصلت على جائزة نازك العالمية في مجال القصة القصيرة، فيما حصلت من قبل ثلاث جزائريات جائزة نازك، لكنها جوائز شعرية. وعن رصيدها في العمل القصصي، قالت القاصة بورويسة انها بدأت أولى محاولاتها في الكتابة القصصية سنة 2008. وقدمت مجموعتها الأولى للطبع ماي 2014، لكنها تراجعت وسحبتها من دار النشر لأسباب خاصة، أما القصة الفائزة بالجائزة فهي الأولى في مجموعتها الثانية التي تقول أنها ستكون حافزا لها للاستمرار في العمل الإبداعي القصصي. وأشادت الأستاذة زينة بالاستقبال الرسمي الذي حظيت به منذ نزولها بمطار بغداد الدولي من قبل وفد وزاري والاهتمام الإعلامي المتميز من مختلف وسائل الإعلام العراقية بالفائزين بالجائزة التي تعد من أهم الجوائز الأدبية في العالم العربي.