وجهت الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وبالتحديد بمنطقة نانتير، نداء عاجلا إلى السلطات الجزائرية وعلى رأسها وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، للتدخل والنظر في ما يتعرضون له يوميا أمام مقر القنصلية الجزائرية بنانتير، حيث ينتظر الكثير منهم في طوابير طويلة أكثر من 3 أشهر للحصول على جواز سفر بيومتري أو استخراج شهادة الميلاد "خ12". كشف طالب جامعي جزائري مقيم بفرنسا، في اتصال مع "الشروق"، عن المتاعب اليومية والظروف الصعبة والمعاملة التي يتلقونها بمقر قنصلية الجزائر بنانتير، حينما يتنقلون إليها لاستخراج الوثائق الرسمية على غرار جواز السفر البيومتري أو شهادات الميلاد، حيث أكد أنه أودع ملفا لاستخراج جواز سفر جديد منذ 3 أشهر، إلا أنه إلى غاية اليوم لم يحصل عليه، مضيفا أنه يضطر إلى التنقل إلى مقر القنصلية في حدود الساعة الثانية صباحا للظفر بمكان متقدم داخل الطابور الطويل الذي يتشكل عادة من أكثر من 500 شخص يقصدون يوميا الممثلية الدبلوماسية الجزائرية في منطقة نانتير لاستخراج مختلف الوثائق الرسمية، مضيفا أن القائمين على هذه الأخيرة يمنحون المهاجرين الجزائريين المقيمين بفرنسا حوالي 200 تذكرة فقط في اليوم للتقرب من الشباك المخصص لاستخراج هذه الوثائق، مشيرا إلى أن الكثيرين يضطرون إلى المبيت داخل سياراتهم عساهم يحصلون على التذكرة التي تمكنهم من الحصول على ما يريدون استخراجه من وثائق. وقال شاب جزائري آخر يقيم في نانتير إن كل محاولاته الرامية إلى استخراج وثائق رسمية تمكنه من تجديد بطاقة إقامته في فرنسا التي انتهت صلاحيتها باءت بالفشل، وعندما حاول الاستفسار لدى المسؤولين على مستوى القنصلية، جاءه الرد سلبيا، وقال إنهم يلقون معاملة سيئة، ما اعتبره إهانة للجالية الجزائرية من طرف مسؤولين من أبناء وطنهم. وتشير مصادر مطلعة إلى أنه في بعض مدن مقاطعة ليون مثلا لم يتم استخراج سوى 20 بالمائة من جوازات السفر البيومترية، ما يعني أن 80 بالمائة لابد أن يتم استخراجها قبل نوفمبر 2015، آخر أجل للعمل بجواز السفر الكلاسيكي، وهذا أمر لا يمكن تحقيقه في الوقت الراهن. من جهته، اعترف النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الجالية الجزائريةبفرنسا، سمير شعابنة، في اتصال مع "الشروق" أمس، بوجود هذا المشكل، مؤكد أن اعتماد جواز السفر البيومتري زاد من تفاقم الوضع على مستوى كل القنصليات الجزائريةبفرنسا وليس فقط في نانتير، مشيرا إلى أنه طالب مؤخرا وزير الشؤون الخارجية بإعادة النظر في تركيبة القنصلية، ومضاعفة عدد العاملين بها، وتوسيع مقرات القنصليات، خاصة بعد تضاعف عدد المهاجرين الجزائريين بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، حيث أضحت بعض القنصليات لا تتسع لطلبات الجالية، ناهيك عن العجز المسجل في عدد الموظفين. وأبدى شعابنة تخوفه من تأزم الوضع على مستوى القنصليات بفرنسا في الأيام القليلة القادمة، كون آخر أجل للعمل بجواز السفر الكلاسيكي سينتهي في نوفمبر 2015، مؤكدا أن كل القناصلة متخوفون من هذا المشكل. وقال النائب البرلماني إن كل الحملات التحسيسية التي نظمت بهدف التوعية بضرورة استخراج جوازات السفر البيومترية وعدم تركها لآخر لحظة، لم تلق صدى واسعا لدى الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا.