تروج هذه الأيام على مستوى عديد من المكتبات وأكشاك بيع التبغ بوهران ولاّعات مجهولة المصدر تتميز عن طريق تقنية العرض البصري بإسقاط صورة زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" على السطح المقابل لها، لكن من دون الكشف عن هوية مؤسسة الصنع أو اسم البلد المنتج. ولا عن أي مؤشر خاص بمعايير الوسم القانونية على الغطاء الخارجي للولاعة في سبيل الاستدلال والتعرف على الأطراف الواقفة وراء ذلك، باستثناء التشهير من خلالها بالعلامة العالمية الخاصة بالسيارات "أودي" ذات الأصل الألماني. يغزو منتوج جديد ومشبوه لولاعات سجائر بعديد من المحلات التجارية بوهران، كانت قد فاجأت بعض المواطنين ممن اقتنوها بسعر 20 دج للوحدة من خلال توفرها على زر ضوئي يعرض لمجرد الضغط عليه صورة واضحة دائرية الشكل للأب الروحي لجماعة القاعدة "أسامة بن لادن"، وهو بزي أفغاني، ويبدو من خلال ملامحه أن الصورة تم التقاطها له عندما كان في آخر مرحلة الشباب. هذا التسويق غير المعلن للمنتج الجديد للولاعات أثار استغراب كثير من الأوساط التي فسرته بوجود نية مبيتة لدى الجماعة الواقفة خلف هذا الأمر والتي يبدو أنها تسعى لتمرير رسالة غير مباشرة لفائدة التنظيمات الإرهابية عن طريق تمجيد الزعيم الأول للقاعدة، والمساهمة بمزيد من الدعاية والتشهير بأسامة بن لادن وسط المواطنين بدليل تعمد منتجها عدم الكشف عن هويته، ودأب بدل ذلك على الاكتفاء بوسم ماركة "أودي" الخاصة بالسيارات على أحد وجهي الغطاء الخارجي للولاعة. أكثر من ذلك، تشير ذات الأوساط إلى أن نفس هؤلاء المجهولين المروجين لصور بن لادن في أسواق وهران ومن خلال نفس الولاعات الحاملة في أغطيتها الخارجية الماركة "أودي" يقومون أيضا بنشر صور للرئيس العراقي "صدام حسين" وهو يرتدي قبعة سوداء اللون على رأسه ويحمل بيده بندقية في وضع شاقولي، وهي الصورة التي يعتبرها الرافضون لحكم صدام استفزازية أكثر وتعكس حسبهم مرحلة السلطة الديكتاتورية التي كان الرئيس العراقي الذي نفذ في حقه حكم الإعدام زعيما وقائدا لها، حيث تطرح بشدة أيضا تساؤلات كثيرة واستفسارات محيرة عن المغزى من طرح هذه الصورة تحديدا لتعرض في السوق المحلية بالموازاة مع عرض صورة الأب الروحي لتنظيم القاعدة، وبخاصة خلال هذا الظرف بالذات الذي يعرف تصعيدا أمنيا خطيرا، مع تزايد تنفيذ العمليات الانتحارية بالجزائر والتي تتبناها في كل مرة جماعات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كما أن مروجي هذا النوع من الولاعات المشبوهة مجهولون هم أيضا، حيث أوضح بعض التجار الذين قاموا ببيعها للزبائن أنهم اقتنوها عن طريق موزعين من دون فواتير شراء، وباعترافهم مخالفة القانون التجاري أكدوا جهلهم التام لخلفيات هذا الأمر أو وجود أدنى نية من طرفهم للمشاركة في الترويج لأهداف القاعدة ومساعيها. من جهة أخرى، أكدت مصادر من مديرية التجارة لولاية وهران جهلها التام بتسرب ولاعات من هذا القبيل بالسوق الوهرانية، بما يعني أن المنتج لايزال يروج على مستوى المحلات التجارية الشرعية، مثلما لم يسجل أي سحب ل "ولاعات بن لادن" من طرف مصالح الأمن داخل الأسواق غير الشرعية والتي أشار بعض المواطنين إلى أنها كثيرة التداول أيضا فيها. خيرة غانو