تصوير بشير زمري - الشروق بدت المدينة وكأنها نائمة وسط رماد أيام من الغضب.. بعض المحلات مغلقة وأخرى محروقة.. واحد اصطف من حوله عشرات المواطنين يحملون أكياسا فارغة.. نريد الحليب.. نريد الخبز.. الأمن والشرطة.. بهذه الكلمات استقبلنا سكان المنطقة وكلهم دون استثناء.. متى تنطفئ نار بريان؟ كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحا عندما دخلنا بريان.. بدا عدد قوات الدرك أكثر من عدد السكان منتشرين في كل زاوية ومتمركزين أكثر أمام مختلف المؤسسات الرسمية وفي مداخل بؤر الاحتجاج مثل حي كاف حمودة وقارة الطين. حافلات نقل فرق الدرك من بسكرة والأغواط كانت لاتزال تنزل بعض فرقها إلى المنطقة.. قوات مكافحة الشغب تمركزت أمام مكتب البريد ومقر البلدية والدائرة.. حتى المساجد شددت الرقابة من حولها.. بعض الذين غامروا بالخروج من منازلهم انكبوا على قراءة الصحف.. شيئا فشيء فتحت بعض المحلات أبوابها.. طوابير طويلة.. الكل يبحث عن أكياس الحليب التي وزعت بمعدل كيس لكل عائلة..منظر النساء في بريان كان نادرا.. اللهم إلا بعض النساء ممن لا زلن يرتدين الحايك التقليدي الصوفي لباسا شرعيا لهن، مظاهر العفة تجلت ملامحها في منطقة معروفة بأصولها وتقاليدها.. الحديث عن النساء قادنا إلى استفسار المواطنين عن قصة الحب غير الشرعي التي كانت سببا في عودة المواجهات إلى المنطقة، ليؤكد السكان بنظرة متنرفزة عمَّن حول أعمال الشغب إلى قضية شرف وحكاية غرام، ليتفق الإباضيون والمالكيون ومواطنو المنطقة أن ما روج له حول أحداث الشغب لا أساس لها من الصحة، وأكدوا أنهم رفعوا دعاوى قضائية إلى الجهات المعنية للتحقيق في مثل هذه القضية التي قيل أن مصدرها تحقيقات أمنية كانت سببا آخر في إثارة الفتنة في بريان، وحرصوا على التأكيد على شرف وعرض المنطقة. إباضي أنت أو مالكي .. في النهاية أنت مسلم في مواقف مؤثرة، اجتمع من حولنا شباب المنطقة: ميزابيون ومالكيون، رافضون لهذه الفكرة بقولهم: مهما اختلفنا، نحن في النهاية مسلمون، قد نتخاصم ولكننا نتصالح.. ولا عجب أن نودع بريان في وجبة إفطار من كرم أهل المنطقة في طاولة جمعت جميع الأطراف.