الشارع بات طاولة الحوار التي يفضلها الشعب../تصوير:بشير زمري انتقلت أمسن عدوى الإحتجاجات والمظاهرات إلى شوارع بلدية الرغاية، حيث تحولت أحياء الجهة الشرقية من بلدية الرغاية الواقعة شرق العاصمة إلى ميدان لغضب الشباب وسكان الأحياء المجاورة. * * سقوط إمرأة حامل في بركة كانت القطرة التي أفاضت الكأس * * حيث انتفضوا ضد ما أسموه بالحقرة والتهميش والوعود الكاذبة للسلطات المحلية، وضد التمييز بين الأحياء الراقية ذات الطرقات المعبدة والأرصفة المبلطة، وبين أحيائهم البسيطة التي يغرق سكانها في الوحل شتاء ويتطاير عليهم الغبار من الحفر والمنعرجات صيفا. * وطوقت قوات الدرك الوطني التي تم تدعيمها بتعزيزات أمنية مكثفة المنطقة من جميع النواحي للتمكن من السيطرة على الأوضاع في حال وقوع أي اشتباكات بين الطرفين أو انزلاقات، وظلت تراقب الأوضاع على بعد أمتار دون أن تتدخل لردع المتظاهرين خشية استفزاز غضبهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الرد بالحجارة، مما قد يؤزم الوضع أكثر، وقد خرج المئات من شباب أحياء "علي خوجة"، "شبشب"، "بن سعدان"، "قمقومة"، "علي غزال" للتظاهر، مطالبين بتعبيد طرقات المنطقة وبناء الأرصفة وردم الحفر وتطهير المنطقة من النباتات الطفيلية والأشواك التي غزت الأرصفة والشوارع وتسلقت البنايات. * كما طالبوا ببناء عيادة في المنطقة للتكفل بتقديم الإسعافات للمواطنين، وعلاج الأطفال والنساء، خاصة وأن العيادة الموجودة حاليا عبارة عن غرفة واحدة، لا تتوفر على أي إمكانات حتى الضمادات وحقن الأطفال مفقودة فيها، كما طالب سكان هذه الأحياء بتعبيد الطرقات وتزويدهم بالغاز ومضاعفة فترات تزويدهم بالماء. * وقام المتظاهرون بقطع الطريق الرئيسي رقم 44 الرابط بين عين طاية وبومرداس الذي يمر بين هذه الأحياء من خلال رص الحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية مما أدى إلى تصاعد دخان كثيف غطى كل تلك الأحياء، وتسبب ذلك في حالة اختناق شديد على مستوى كل طرقات بلديات الرغاية. * كما قام المتظاهرون بطلاء أوجههم بالرماد الأسود وبقايا العجلات المتفحمة، مهددين بالرد بقوة في حال أي تدخل لمصالح الأمن، مطالبين بمقابلة الوالي لطرح مشاكلهم عليه، وهتف المحتجون بعدة شعارات منها "لا نريد فنادق.. لا نريد منتزهات.. لا نريد ملاعب.. نريد عقود الملكية.. نريد الغاز والماء.. عيادة لأبنائنا.. لا للحڤرة.. لا للتهميش.. الثقة في الوثيقة.."، وغيرها من الشعارات المشحونة بالغضب والحماس. * ولم يتمكن بعض المتظاهرين من السيطرة على غضبهم وأعصابهم، خاصة شباب حي "علي خوجة" الذين وصل بهم الأمر إلى حد التهديد بإضرام النار في الغابات والمساحات الخضراء المحاذية لبحيرة الرغاية إذا لم تتدخل السلطات المحلية فورا لتسوية وضعيتهم، ومنحهم عقود ملكية أراضيهم وسكناتهم لتمكينهم من إنشاء نشاطات تجارية في المنطقة، خاصة وأنهم يقطنون هناك منذ أكثر من 30 سنة دون أن يتمكنوا من إنشاء أي محلات تجارية بسبب عدم حيازتهم لعقود الملكية التي تعتبر وثيقة أساسية في استخراج السجلات التجارية، وفي هذا قالت جماعة من المتظاهرين ل "الشروق اليومي" أن مشكل عدم حيازة السكان لعقود الملكية جعل المنطقة كلها لا تتوفر على أي نوع من أنواع المحلات، فلا أكشاك للهاتف أو أكشاك للجرائد ولا محلات للمواد الغذائية، ولا مخبزات، ولا غيرها، رغم أن السلطات المحلية وعدتهم من قبل بتسوية وضعية ملكيتهم للأراضي والسكنات. * وحسب شباب المنطقة الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" فإن القطرة التي أفاضت الكأس هي تعرض إمرأة حامل لحادث في حي "علي خوجة" تسبب في إجهاضها، حيث كانت هذه السيدة تمشي في الشارع عندما علقت في برك من الوحل والطين والحفر، ثم انزلقت في الشارع غير المبلط وسقطت أرضا مما أدى إلى فقدانها لجنينها، وفي ظل عدم تمكن سيارة الإسعاف من الوصول إليها اضطر المواطنون إلى انتشالها بنفسهم من الوحل، وهي في حالة يرثى لها، ونقلوها على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولحسن الحظ تمكن الأطباء من إنقاذ حياتها.