انتشرت أمراض الغدد وسط الجزائريين في الآونة الأخيرة بشكل رهيب وأصبحت التهابات الغدة الدرقية تمثل نحو 90 من المائة حسب بعض المختصين مقارنة بالغدد الأخرى، وأمام هذا التزايد المستمر لمثل هذه الأمراض، بات المصابون بها في دوامة للبحث عن الطبيب المختص الأكثر خبرة في علاج الغدد مع الإشارة أن 1000طبيب فقط تخصصوا في أمراض الغدد. وأكد البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، في اتصال مع الشروق أن أغلب المختصين في الغدد يتوجهون للقطاع الخاص وأن عددهم أصبح اليوم غير كاف في ظل التزايد الرهيب للأمراض غير المتنقلة، حيث يرى أن 1000 طبيب مختص في الغدد يجب أن يخضعون حسبه، لتكوين متواصل حول أمراض تلتزم متابعة طويلة، بالموازاة مع رفع عدد المتخرجين من كلية الطب. وقال خياطي، إن هناك نقص وعي صحي حول الأمراض الغددية والتي قد تتطور لسرطان، مشيرا إلى أن المرضى يعانون في البحث عن مختص يثقون فيه، وهو ما يؤخر علاجهم. ودق المتحدث ناقوس الخطر حول الزيادة المذهلة للإصابات بالغدة الدرقية، رادا ذلك لعدة أسباب بينها المحيط وطبيعة النظام الغذائي، وآثار التجارب النووية في الجزائر والتي لا زالت تظهر في شكل أمراض مع مرور الزمن. في هذا السياق، قال الدكتور محمد بقاط بركاني، إن الإحصائيات الأخيرة حول الأمراض في الجزائر تشير إلى أن هناك تراجع في الأمراض المعدية وتزايد في الأمراض المزمنة غير المتنقلة، حيث بصفته ممثلا للأطباء راسل الوزارة الوصية وطرح مشكل النقص الفادح حول الأطباء المختصين في الأمراض الغددية وطالب بإعادة التنسيق الجيد بين وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة لتحقيق الحاجة لهؤلاء في المستشفيات العمومية والقطاع الخاص.
وأوضح بقاط، أن الإصابات بأمراض الغدد تتطلب متابعة دورية منتظمة للمريض، ومشكل أصبح يواجهه الأطباء المختصون الذين وجدوا أنفسهم اليوم مع تزايد الإصابات غير قادرين على الالتزام بمواعيد مرضاهم. ومن بين الأسباب التي يراها رئيس عمادة الأطباء، ساعدت على تزايد الأمراض الغددية، النظام الغذائي، التلوث، المخدرات، والتدخين، وفي الجنوب أثار التجارب النووية.