حذر رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الغدد والاستقلاب الأستاذ، أول أمس، من ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في المجتمع الجزائري خلال السنوات المقبلة. أكد الأستاذ سمروني، خلال المؤتمر الوطني ال 30 للجمعية الجزائرية لأمراض الغدد والاستقلاب، المخصص هذه السنة لسرطان الغدة الدرقية وأورام الأعصاب والغدد والعلاج الجديد في التكفل بداء السكري من الصنف الثاني، أن سرطان الغدة الدرقية سيعرف انتشارا واسعا خلال السنوات المقبلة، داعيا السلطات العمومية إلى الاستعداد اللازم لضمان العلاج الجيد. وحسب نفس المختص، فإن المصابين بسرطان الغدة الدرقية بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار وماري كوري، ينتظرون لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا للحصول على موعد علاج بالأشعة عن طريق اليود، مؤكدا أن ارتفاع عدد المصابين مستقبلا دون الاستعداد اللازم للتكفل بالمرضى سيعقد الوضع. ويستفيد في الوقت الراهن 70 بالمائة من المصابين بسرطان الغدة الدرقية من العلاج الجيد، في حين تستدعي حالات 30 بالمائة منهم علاجا ثقيلا نظرا لتعقيداته. من جهة أخرى، قالت دوجة حمودة، باحثة في أمراض السرطان بالمعهد الوطني للصحة العمومية، إن سرطان الغدد يصنف في المرتبة الثانية لدى المرأة بعد سرطان الثدي، بعد ارتفاعه خلال السنوات الأخيرة، حيث وصل إلى نسبة 11 بالمائة من أنواع السرطان التي تصيب المرأة و6 بالمائة من تلك المنتشرة لدى الرجل. ووصفت المتحدثة هذه الظاهرة ب”العالمية” ولا تستثنى منها أي دولة، حيث ينتشر المرض خاصة لدى الفئة العمرية بين 39 و44 سنة. وتعود أسباب الإصابة بسرطان الغدد، حسب الأستاذة حمودة، على وجه التحديد إلى التعرض إلى الأشعة النووية والنقص في مادة اليود خاصة خلال فترة نمو الفتاة. وذكر مختصون أن سرطان الغدة الدرقية يمثل 10 بالمائة فقط من أمراض الغدة الدرقية، وأن 70 بالمائة من الحالات السرطانية غير خطيرة ودواؤها سهل يتمثل في عمليات جراحية مع الأشعة النووية. ولتفادي سرطان الغدة الدرقية لابد من المتابعة الطبية والخضوع دوريا لأشعة الأمواج فوق الصوتية ‘'إيكوغرافيا'' من أجل الكشف عن إمكانية تطور الحالة إلى سرطان . للإشارة، فإن هذا اللقاء مناسبة للإشادة بأعمال الأستاذ مولاي بلميلود، الذي يعد أول مختص في علم الغدد بالجزائر بعد الإستقلال، والذي وافته المنية في شهر أفريل 2014، حيث ذكرت الأستاذة فضيلة شيطور التي كانت من بين طلبته الأوائل بالخدمة التي قدمها المرحوم لوطنه من خلال تكوين الأجيال التي رفعت المشعل بعده. كما كان للمرحوم الفضل في رسم مخطط وطني سنة 1969 يتمثل في إضافة مادة اليود إلى ملح الطعام بالمناطق التي كانت مهددة بتعرضها إلى أمراض الغدد، نتيجة نقص هذه المادة، قبل توسيعه بعد ذلك إلى كل التراب الوطني سنة 1990. يذكر أن الجمعية الجزائرية لأمراض الغدد ستقوم بداية من السنة القادمة باستحداث جائزة لتكريم أحسن البحوث الطبية حول أمراض الغدد، لاسيما السرطانية منها، بغية تشجيع تحسين العلاج.