سارع رئيس ما يسمى بحركة المطالبة ب "حكم ذاتي" في منطقة القبائل، إلى إعلان براءة حركته من المقال التشهيري الذي تهجم فيه كاتبه على الإسلام وعلى الفاتحين الأوائل لمنطقة شمال إفريقيا، وعلى رئيس جمعية العلماء المسلمين. مشيرا إلى أن أجهزة الرقابة المشرفة على تسيير موقع الحركة لم تنتبه إلى العبارات الواردة في النص، بدليل أنها سارعت إلى سحبه من الموقع بمجرد قراءة المقال المنشور في الصفحة الأولى لجريدة "الشروق اليومي" الصادر بتاريخ الثالث من فيفري الجاري، واصفا المقال ونشر صورة رئيس جمعية العلماء المسلمين على صفحتها الأولى، بمثابة التحريض ضد حركته. وقال كاتب المقال الذي نشر على موقع الحركة شهر جانفي الفارط، إن سكان منطقة القبائل هم مسيحيون في الأصل ومعتزون بذلك، مشيرا إلى مغالطة تاريخية خطيرة وهي اعتبار أن بعض رجال الكنيسة من أمثال القديس أغوستين هو من أبناء الجزائر البررة، في حين أن كتابات التاريخ الأكثر موضوعية تشير إلى خلاف ذلك، وقال كاتب المقال إن "قبائل بني هلال" التي فتحت منطقة شمال إفريقيا فرضت الدين الجديد على السكان الأصليين بقوة السيف. وتهجم فرحات مهني في رسالة نشرت، الخميس المنصرم، على رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرحمان شيبان مجددا وعلى جريدة "الشروق اليومي" التي نشرت المقال، واصفا جمعية العلماء والمساندين لها ومنهم جريدة "الشروق اليومي" ب "المناوئين للقبائل"، مضيفا في رسالته أن إدارة الموقع قامت باتخاد إجراءات تأديبية صارمة في الموضوع من أجل منع تكرار العملية، كما أن الحركة تقدم الاعتذار لكل المتضررين من العبارات المسيئة التي حملها الموضوع، يقول فرحات مهني. وأكد فرحات مهني مجددا على أن حركته هي حركة لائكية متماشية مع ثقافة وتقاليد القبائل، ولم يكن يوما في نيتها مطلقا المفاضلة بين أي دين من الأديان السماوية، مشيرا إلى أن الحادثة كانت ستمر مرور الكرام لو لم يكن هناك تدخل من الشيخ شيبان رئيس جمعية العلماء التي أعلنت حملة منظمة ضد منطقة القبائل وحركة المطالبة بحكم ذاتي في المنطقة، بحسب فرحات مهني، الذي اتهم رئيس الجمعية بتحريض السلطات ضده، مشيرا إلى انه كان حري برئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالاهتمام بأولائك الذين يستعملون الانتحاريين لتأسيس نظام تيوقراطي في الجزائر. وذهب زعيم ما يسمى بحركة المطالبة بحكم ذاتي لمنطقة القبائل، بعيدا في تهجمه على جمعية العلماء، حيث وصل إلى درجة التشكيك في موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من ثورة التحرير المباركة، مضيفا أن "شيبان مخطئ إذا كان يعتقد أن النظام سيشمله بعطفه من خلال تهجمه على الهوية القبائلية والمدافعين عنها". وفي محاولة يائسة من الشخص، راح فرحات مهني يكيل من التهم لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجريدة "الشروق اليومي"، بما لا يليق بمقام شخص يدعي انه لائكي وأنه من المدافعين عن حرية الاعتقاد، قائلا إنه "على شيبان والجرائد التي تحاكيه وتسانده، أن يعلموا أن باتهامهم حركة المطالبة بحكم ذاتي في منطقة القبائل ورئيسها بعزل القبائل، فهم يرتكبون جريمة ضد البلاد، لأنهم يمارسون عملية خلط مقصودة بين المطالبة بالحكم الذاتي للمنطقة والانفصال، وبذلك فهم ينفثون جمرة الكراهية، للوصول إلى نقطة اللا رجوع". عبد الوهاب بوكروح